«أمر عبثي أن يوجد في بلد فصيل واحد يحكم ويفعل ما يشاء بينما في الواقع هناك أطراف أخري لا يمكن أن تقول شيئا»، كان غريبا علي قائل هذه العبارة المعارض الإيراني المعروف مهدي كروبي، أحد أشد المنتقدين للرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن يعترف أخيرا وبعد مرور هذه الفترة بنجاد رئيسا لإيران. كان كروبي وشخصيات أخري من المعارضة قد وجهت اتهامات إلي الحكومة بالتزوير ولم يعترفوا بإعادة انتخاب الرئيس نجاد لولاية ثانية عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها والتي جرت في يونيو الماضي، حينها قال بحسب ما صرح نجله «ما زلت أعتقد أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو قد تخللتها عمليات تزوير كثيفة، لكن بما أن مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي صادق عليها، فإني أعتقد أن أحمدي نجاد هو رئيس الحكومة، أي رئيس «إيران». كروبي رجل دين وسياسي إصلاحي ورئيس سابق للبرلمان، ترشح للانتخابات الرئاسية مرتين في 2005 و2009، لكن لم يحالفه الحظ، إذ حصل علي نسبة ضئيلة من الأصوات في المناسبتين. ولد مهدي كروبي عام 1937 في اليكودرز التابعة لمحافظة لرستان الإيرانية، وفي عام 1954 توجه إلي الدراسة في الحوزة العلمية، وبعد عقد من الزمن بدأ دراسته الجامعية، في كلية الإلهيات التابعة لجامعة طهران. ليبدأ مشاركته ضمن تلاميذ الإمام الخميني، في الثورة ضد نظام الشاه بهلوي خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، وبعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، انتخب نائبًا عن أهالي اليكودرز مسقط رأسه، في أول دورة لمجلس الشوري الإسلامي (البرلمان). دخل كروبي، البرلمان الإيراني في دورته الثانية نائبا عن مدينة طهران، واختبر فييحينها نائبا لرئيس البرلمان ،وخلال عقد الثمانينيات، شارك في تأسيس مجمع رجال الدين المجاهدين، بالتعاون مع محمد موسوي خوئيني ومحمد خاتمي وعدد من رجال الدين. بعد رحيل الخميني وخلال رئاسة هاشمي رفسنجاني أصبح كروبي رئيسًا لمجلس الشوري الإسلامي من عام 1989 حتي عام 1991، كما اختير رئيساً للبرلمان الإيراني مرة ثانية. يعد كروبي من قادة اليسار الإسلامي بصورة خاصة، ومن المحسوبين علي التيار الإصلاحي عموماً، وكان عضوا مؤسسا في تجمع العلماء المجاهدين إلي أن انفصل عن الحزب وشكل حزبه الخاص، انتخب كنائب في مجلس الشوري الإسلامي عن مسقط رأسه اليكودرز غربي إيران، وأسس مؤسسة «شهداء الثورة الإسلامية» واستمر رئيساً لها حتي سنة 1998. في عام 2005 رشح كروبي نفسه أول مرة لانتخابات الرئاسة في إيران، وجاء ثالثا بعد رفسنجاني ونجاد، فلم يتمكن من خوض الجولة الثانية التي اقتصرت علي المتنافسين الأول والثاني، وفي العام نفسه أسس حزبا باسم حزب «اعتماد ملي» واختير أمينا عامًّا لهذا الحزب، وأصدر صحيفة تحمل اسم الحزب لتكون لسان حاله. رشح نفسه للانتخابات الرئاسية في 2009، والتي حسمت لصالح المرشح المحافظ محمود أحمدي نجاد، وأعقبتها مظاهرات واحتجاجات قادها مير حسين موسوي ومهدي كروبي وهاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي احتجاجاً علي النتائج التي زورتها وزارة الداخلية كما قالت المعارضة.