فى ظل الأوضاع الصعبة التى تمر بها مصر, أصبحت فكرة إنقاذ نقابة المحامين مما وصلت اليه على أيدى النظام السابق, وإعادة دورها الرائد فى الحياة السياسية, من أهم الافكار التى تطرح نفسها بقوة فى الوقت الحالى, وهو ما جعل التفكير فى شخص النقيب القادم أهم الموضوعات الداخلية للنقابة, وقد ترددت اسماء كثيرة بين المحامين, استشعروا فيها الخلاص مما وصلوا اليه, إلا أن تلك الاسماء قابلت الفكرة بآراء متباينة. "محمد الدماطى" - وكيل النقابة العامة – أكد أن الفكرة الآن مازالت خارج أطار أهتماماته, معللاً ذلك بأن الوقت لازال مبكراً على الحديث عن الانتخابات, حيث أنه يقوم الآن بكافة أعمال النقيب, بعد أن أعتبرت الجمعية العمومية "حمدى خليفة" فى أجازة مفتوحة, مشيراً إلى أنه شخص ذا أيديولوجية لا يمكنه التحول عنها, وهو ما لا يفضله المحامون. أضاف: نقابة المحامين لها وضع خاص, حيث انها عانت من تراجع دورها طيلة الفترة الماضية, وهو ما يعنى أنها تحتاج شخص يتميز بالحنكة والقيادة, ليتمكن من رأب الصدع الذى عانت منه طويلاً, ويستعيد دورها الريادى فى خدمة البلد, ولهذه الأسباب إذا ظهر اسم يجتمع عليه المحامين ويستطيع النهوض بالنقابة, فمن المؤكد أننى لن أترشح وسوف اعطيه صوتى. أما "محمد طوسون" – مقرر لجنة الشريعة الإسلامية – فقد قال أن الفكرة ليست بصدد الطرح أوالمناقشة الآن, حيث أن جميع المؤشرات تدلل على أن الإنتخابات لن تحدث قبل عامين من الآن, لإنه لاجديد يلوح فى الأفق فيما يخص امكانية اتخاذ المجلس الحالى قراراً بالإستقالة, أوعقد عمومية طارئة تمهيداً لعمل إنتخابات قريباً. أضاف: لا يمكننى التحدث الآن عن مدى أمكانية خوضى للإنتخابات عن مقعد النقيب, حيث اننى لن أفكر فى الترشح لهذا المنصب إلا إذا حان وقت التفكير, ولن يكون هذا قبل أكثر من ستة أشهر من موعد الإنتخابات, ما يعنى أن الحديث الآن يأتى مبكراً قرابة عام ونصف العام. وعن "خالد أبو كريشة" – وكيل نقابة المحامين – فقد قال: وطنيتى تمنعنى من أن احلم حتى بهذا الحلم فى هذا التوقيت, مضيفاً: صحيح أنه شرف لأى شخص أن يتطلع لهذا المنصب وحسب حتى إن لم يصل اليه, إلا أن الإنسان اسير معتقداته الوطنية التى تحتم عليه عدم التفكير فى أى شىء من شأنه خلق الانقسام بين الناس, لأننا نمر بمرحلة حرجة تستلزم استحضار وسائل الإلتئام, وهو ما لايحدث فى الانتخابات بمناخها التنافسى الذى يفرض التفتيت ما بين مؤيد ومعارض ومنافس. وأشار "ابو كريشة" إلى أن التفكير الفردى والتطلعات الشخصية لاينبغى أن تظهر الآن, وحتى طرح الأسماء من الأفضل ألا يحدث الآن, لأنه يجب علينا الاحتشاد ومواجهة الموقف الصعب والظروف الحالية التى من شأنها الإضرار بالمصريين جميعاً, وهو ما يجعل فكرة الترشح للإنتخابات ابعد ما تكون عن اهتماماته. من جانبه, قال "سامح عاشور" – نقيب المحامين السابق – أنه بغض النظر عن التوقيت, فإن المبدأ موجود, وفكرة الترشح للإنتخابات على هذا المقعد تسيطر على تفكيره, خاصة وأن الحالة المذرية التى وصلت النقابة لها, تجعل من إنقاذها – الذى سوف يقع على عاتق النقيب القادم – واجب وطنى, حيث أن مصر الآن فى وضع حرج, وتحتاج بشدة إلى عودة نقابة المحامين إلى دورها الرائد فى الحياة السياسية, والذى حاول النظام السابق طمسه بشتى الطرق, وهو ما يحاول "عاشور" أصلاحه بداية من الآن.
