نقلت وكالة رويترز عن أحد النشطاء السوريين أن ثلاثة أشخاص قتلوا عندما داهم الجيش السوري وميليشيا موالية للرئيس بشار الاسد بلدة تلكلخ في محافظة حمص وسط البلاد يوم السبت. وذكرت امرأة فرت الى الحدود مع لبنان قرب تلكلخ انها رأت جنودا وأفراد ميليشيا موالية للاسد وسمعت صوت بنادق الية في البلدة بعد يوم من مظاهرة اندلعت هناك مطالبة باسقاط الرئيس السوري. وكان آلاف الأشخاص تظاهروا الجمعة في هذه البلدة القريبة من مدينة حمص ثالث اكبر المدن السورية والواقعة على بعد 160 كيلومترا شمالي العاصمة دمشق. كما استمر منذ صباح السبت نزوح مئات المواطنين السوريين معظمهم من النساء والأطفال من تلكلخ نحو منطقة وادي خالد في شمال لبنان هربا من أعمال العنف، وبينهم مصابون بالرصاص، بحسب ما أفاد مسؤول محلي. الأفعال تأتي دوما مناقضة للأقوال .. هكذا عودت الحكومة السورية الثوار فبعد إطلاقها مبادرة لحوار وطني شامل الجمعة .. أتبعتها بحملة قتل واعتقالات لم تختلف كثيرا عن المجزرة التي نفذتها قوات الأسد عقب الإعلان عن إلغاء قانون الطوارئ المطبق منذ أكثر من أربعين عاما. الاحتجاجات السورية التي بدأت في 15 مارس الماضي أسفرت عن عدد من القتلى اقترب من الألف فضلا عن حوالي 700 جريح وآلاف المعتقلين كما تقول منظمات غير حكومية. ورغم القمع العنيف الذي تنتهجه السلطات السورية تجاه المتظاهرين إلا أن الرد الغربي جاء ناعما حتى الآن فلم يتعد مجموعة من العقوبات الأوروبية على عدد من الشخصيات الرسمية السورية ليس الأسد من بينها. وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في تصريحات نشرتها صحيفة الحياة اللندنية السبت قال إن لائحة أسماء المسؤولين السوريين الذين فرضت عليهم عقوبات من بروكسل لا تشمل الرئيس بشار "لأن الكثير من شركائنا يعتبرون أنه ينبغي إبداء قدر أكبر من الصبر حياله" على حد قول جوبيه، وهو ما يثير عددا من الأسئلة أبرزها حول من هم المطالبون بالصبر على الأسد ولماذا هذه المطالبة؟ وأيضا لماذا لا تتخذ القوى الغربية إجراء في سوريا مشابها لعمليات القصف المستمرة لليبيا والتي تستهدف بشكل كبير الاماكن التي يحتمل تواجد القذافي بها؟ ربما تأتي الإشارة إلى الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال مشاركات المواطنين السوريين تعبيرا عن محنتهم على المحطات الفضائية المختلفة والتي قال خلالها أحدهم مناشدا النظام " عاملونا كما تعاملوا إسرائيل التي لم تطلقوا عليها رصاصة واحدة خلال أكثر من ثلاثين عاما" يرى كثير من المحللين أن هذا السبب - الحفاظ على أمن إسرائيل- قد يكون السبب الرئيسي وربما الوحيد وراء "الصبر الغربي" على قمع نظام الأسد الذي يعتبرونه نظاما مستأنسا لم يطلق فعلا رصاصة واحدة تجاه تل أبيب بعد حرب 73 ولم يتخذ أي خطوات فعلية في محاولة لاستعادة هضبة الجولان المحتلة منذ أكثر من أربعين عاما. وتشهد سوريا احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ منتصف مارس الماضى بدأت بالمطالبة بالحرية والإصلاح, ووصلت إلى حد المطالبة باسقاط النظام بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى برصاص قوات الأمن، بينما تقول السلطات السورية إن "جماعات مسلحة" هي التي تقوم بأعمال العنف وإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن والجيش على حد سواء.