عندما يلتقي المنتخب الوطني مع أسود الكاميرون في السادسة مساء اليوم - الاثنين - في دور الثمانية لبطولة الأمم الأفريقية السابعة والعشرين بأنجولا لا مجال للتفاؤل والتشاؤم ولا الحديث عن التفوق التاريخي للفراعنة، وأيضًا لا مكان للخوف فإذا كنا نعمل حسابًا للأسود فهم يعملون لنا ألف حساب، ولو كنا نخشي هذه المواجهة فهم أيضًا يخشونها ويخافون منا إلي حد الرعب. المصريون انقسموا إلي فريقين، الأول يشعر بالتفاؤل لأن المنتخب الوطني «كعبه عالي» علي الكاميرون والتاريخ يؤكد تفوق الفراعنة في المباراة التي جمعت الفريقين، والفريق الآخر يشعر بالتشاؤم خشية تكرار سيناريو 2000 عندما فاز المنتخب الوطني في كل مبارياته في الدور الأول ثم خسر أمام تونس في دور الثمانية.. إضافة للخسارة أمام الكاميرون في دور الثمانية عام 2002، وهذا الشعور قد يكون انتقل للجهاز الفني واللاعبين، لكن الفارق أن الجمهور يتفاءل ويتشاءم لكن دوره يقتصر علي مشاهدة المباراة فقط، أما الجهاز الفني واللاعبون فهم أصحاب الكلمة العليا. مواجهة الفراعنة والأسود تعتبر نهائيًا مبكرًا للبطولة لأنهما مع كوت ديفوار الفرق المرشحة للفوز بالبطولة، لكن شاءت القرعة أن تلتقي مصر مع الكاميرون في دور الثمانية ثم يلتقي الفائز في نصف النهائي مع الفائز من كوت ديفوار والجزائر، في حين يلتقي الفائز من أنجولا وغانا مع الفائز من نيجيريا وزامبيا، والفرق الأربعة غير مرشحة للفوز بالبطولة لكن واحدًا منها سيصعد للمباراة النهائية. نتائج المنتخب الوطني في الدور الأول فرضت نوعًا من الاستقرار علي تشكيل الفريق وكان التغيير في مباراة بنين اختياريًا بعد ضمان الصعود لدور الثمانية، عكس بول لوجوين - المدير الفني للكاميرون - الذي اضطر لإجراء تعديلات في التشكيل عقب الهزيمة أمام الجابون واستمر هذا التعديل رغم الفوز علي زامبيا وعندما دفع بالمدافع أورلين شيدوجو بدلاً من ريجوبرت سونج، وسجل شيدوجو هدفًا في مرمي فريقه في مباراة تونس، لذلك لن يجد حسن شحاتة صعوبة في اختيار التشكيل الأفضل للمباراة والذي سيضم عصام الحضري وهاني سعيد ومحمود فتح الله ووائل جمعة وأحمد فتحي وسيد معوض وحسني عبدربه وحسام غالي وأحمد حسن ومحمد زيدان وعماد متعب، ووجود أحمد حسن وغالي وعبدربه في وسط الملعب ضروري لأن خط الوسط هو أفضل خطوط الفريق خاصة جان ماكوني وألكسندر سونج محوري الارتكاز واللذين يمتازان بالمجهود الوافر وتنفيذ الضغط علي المنافسين بشكل جيد. أما التشكيل الأساسي للكاميرون فيضم خمسة لاعبين شاركوا في كل مباريات الدور الأول، وهم الحارس إدريس كارلوس كاميني وقلب الدفاع نيكولاس نكولو ومحورا الارتكاز في وسط الملعب جان ماكون وألكسندر سونج والمهاجم صمويل إيتو، وهناك خمسة لاعبين شارك كل منهم في مباراتين، وهم جيرمي الظهير الأيمن وهنري بيوليمو الظهير الأيسر وجويلي نجوليمو لاعب الوسط الأيمن والمهاجم أشيلي إيمانا أما المركز الذي شهد مشاركة ثلاثة لاعبين بواقع لاعب في كل مباراة فهو مركز لاعب الوسط الأيسر، حيث شارك بييراتشيلي ويبو في مباراة الجابون وتشوفي سومين في مباراة زامبيا وأيونج في ناكانج إينو في مباراة تونس، وعلي ضوء ذلك فالتشكيل المرشح لمباراة مصر يضم إدريس كارلوس كاميني وجيري ونيكولاس نكولو وريجوبرت سونج وأوجوشين بينيا وجويل نجوليمو وجان ماكول ألكسندر سونج وبييراتشيلي ويبو اشيلي إيمانا وصمويل إيتو. سيناريو مباريات دور الثمانية أوالمباريات التي تقام بنظام خروج المغلوب عادة ما تشهد تحفظًا من الفريقين وسيكون الحرص والحذر مبالغًا فيهما ورغم تفوق المنتخب الوطني هجومًا ودفاعًا حيث سجل سبعة أهداف ودخل مرماه هدف واحد مقابل خمسة أهداف سجلها المنتخب الكاميروني واهتزاز شباكه خمس مرات، إلا أن ذلك لا يعني أن المنتخب الوطني سيبدأ المباراة مهاجمًا، لكن الفريقين سوف يتحفظان، والفريق الأشجع والأكثر ثقة هو الذي سيسعي لأخذ زمام المبادرة الهجومية والتحكم في إيقاع اللعب وبالتأكيد سيحاول حسن شحاتة استغلال تواضع مستوي الدفاع الكاميروني، خاصة عن طريق الكرات العرضية من الجانبين إضافة لتسديدات حسني عبدربه وأحمد حسن.