اعتبر الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك أن المسيحيين في الشرق الأوسط يمرون بمرحلة من التهجير لا تنتهي عبر العنف الطائفي الذي يدفعهم لمغادرة أوطانهم. وأشار فيسك بمقاله في صحيفة الإندبندنت إلي حادث نجع حمادي بقنا قائلاً إن «ستة مسيحيين قتلوا بالإضافة إلي حارس مسلم عندما هاجمهم مسلمون من المنطقة». وتابع أن المسيحيين المصريين يهاجرون في دفعات إلي أمريكا، مشيراً إلي أن واحدة من أبرز مشاكلهم هي الحصول علي تصاريح لبناء الكنائس، وحتي إذا حصلوا علي تصريح لبناء كنيسة فإن مسجداً سيقام في المقابل منها. وقال فيسك إن حكومات الشرق الأوسط لم تعد تكترث لهذه الأقليات في أوطانها. فيما تمضي بعض التفسيرات إلي أن هذه الحكومات تخلت عن فكرة السلطة الثقافية مقابل حماية أمن مجتمعاتها السياسية. وأشار فيسك إلي أحد مقالات الرأي بصحيفة النهار اللبنانية قال فيه الكاتب إن الحكومات في العالم الإسلامي تقمع مجتمعاتها، لتقمع هذه المجتمعات بدورها الأقليات فيها. وأشار إلي أن مقال النهار اعتبر أن الهجرة الجماعية للمسيحيين من الدول الإسلامية في المنطقة لها في الواقع أثار في سوريا وخاصة دمشق وحلب من الممكن أن تغير تركيبتها الديمجرافية. وأوضخ فيسك أن المسيحيين في العراق، وهم أكبر الطوائف المسيحية في العالم، مازالوا يفرون من العنف الطائفي إلي الغرب. وتابع أنهم قتلوا وحرقوا في منازلهم، لكن رئيس المجلس الإسلامي الأعلي في العراق السيد عمار الحكيم أكد أنه يفعل ما بوسعه لأشقائه المسيحيين في العراق. وقال إن الاسلاميين في الجزائر حرقوا كنيسة بروتستانتية في شقة بمدينة تيزي أوزو لكن الشرطة اعتبرت أن الحادث مبرر بدعوي أن الشقة لم تكن مسجلة للممارسات الدينية. كما أن المسيحيين الأرمن هاجر منهم نحو مليون ونصف المليون إلي أمريكا لأنهم تعرضوا لمذابح علي يد الأتراك في 1915 لكن أمريكا لا تستطيع أن تسميها مذبحة لأنها تخشي تركيا المسلمة. وقال فيسك إن حقيقة اعتقاد المسلمين والمسيحيين علي حد سواء في نفس الإله ليست لها قيمة واضحة، رغم أن لفظ الجلالة لغوياً له نفس المعني عند الطائفتين. وتابع فيسك أن البريطانيين تسامحوا وتستروا في بعض الحالات علي الإبادة الجماعية للآشوريين في شمال العراق من قبل العاهل العراقي الموالي لهم في عام 1933، وتابع: أن بعض جنود العاهل السعودي الراحل الملك فيصل شاركوا في حرب الجيش العثماني في القرن الماضي، لممارسة فن قتل المسيحيين الأرمن.