مازال المواطن ينظر إلي كل ما يفعله الدكتور جلال سعيد- محافظ الفيوم- بشيء من الغرابة خاصة بعد أن تسبب في الكثير من المظاهرات، وآخرها مظاهرات العربجية والتي مازالت قائمة بسبب قراره منع عربات الكارو من السير في شوارع مدينة الفيوم الأمر الذي أزعج العربجية واعتبروه تهديداً لحياتهم وبالتالي استمرت مظاهراتهم، وبالرغم من أن الرجل يؤكد أنه يسعي لإبراز الوجه الحضاري لمحافظة الفيوم ومكانتها السياحية ويسعي لأن يعيش العربجية حياة كريمة تليق بهم كمواطنين فإنهم مازالوا يرتابون في هذا الأمر ولذلك هتفوا عدة مرات ضد المحافظ.. «سعيد» يؤكد دائماً أنه أكثر محافظ في مصر عملاً وأكثرهم تحقيقاً للإنجازات وأن محافظته زارها الرئيس مرتين في عام واحد لافتتاح مشروعات عملاقة بها خاصة في مجالي مياه الشرب والصرف الصحي، إلا أن الأزمات والمظاهرات مازالت تلاحق الرجل، ومنها أزمة سيارات السرفيس المتهالكة والتي قرر إنهاء عملها وتعويض أصحابها ووصفها بأنها تسير مثل الصراصير في شوارع الفيوم، حيث يحرص المحافظ دائماً علي البحث عن الشكل الجمالي بالرغم من أن هناك الكثير من القضايا التي تهم حياة المواطن تحتاج منه لوقفة أكثر جدية، ومنها فوضي العشوائيات في مدينة الفيوم والتي وصفها سكرتيره العام الجديد بأنها أسوأ المحافظات وأكثرها عشوائية، كما أن هناك مستشفي الأورام المعطل عن العمل بسبب أقل من 3 ملايين جنيه منذ عشر سنوات ولا يجد أي رعاية من السيد المحافظ، وكذلك سوء المستوي التعليمي بين الطلاب والذي يحتاج لنهضة تعليمية شاملة ومنها مشكلة الأمية التي تحمس المحافظ للقضاء عليها ثم فتر حماسه بعد ذلك، ولا يضيق صدر الرجل بانتقاده وإن كان يُحمل المسئولية عن انهيار بعض الجوانب في مدينة الفيوم لأعضاء المجلس المحلي الذين لا يقومون بدورهم في توعية المواطنين بل إن كل همهم البحث عن مصالحهم، ويؤكد المحافظ دائماً أنه يبحث عن الحلول العملية لمشاكل المحافظة المتراكمة منذ عشرات السنين وأنه ليس مسئولاً عن هذا الانهيار وإنما يسعي لإصلاحه وفق الإمكانات المتاحة للمحافظة، ويعد المواطنين البسطاء برؤية مدينة جديدة بشكل حضاري يليق بالمحافظة بالرغم من أن الواقع يؤكد غير ذلك علي الأقل حتي وقتنا هذا.