( نداء من مؤسسة مصر الخير تعلن مؤسسة مصر الخير عن علاج جميع من أصيبوا فى الأحداث الأخيرة من خلال برامج مصر الخير للصحة) صدمت عندما سمعت هذا الإعلان لأول مرة وأنا أتابع الدكتور علاء الأسوانى وهو يدق المسامير الأخيرة في نعش الحكومة السابقة، وزادت صدمتى لما رأيت الإعلان يتكرر بصورة مريبة على فترات متقاربة كأنه يريد ترسيخ معنى ما في الأذهان. كذبت أذنى لكننى تأكدت من نص الإعلان من موقع مؤسسة مصر الخير على الإنترنت http://www.misrelkheir.com/ أهكذا يرى دعاة ( مصر الخير) في بلدنا ما جرى؟ أهذه رؤيتهم للثورة؟ هل كانت خناقة في ماتش كورة أو شكلة في فرح؟ نعرف أن فضيلة المفتى لا أسكت له الله حسا هو رئيس مجلس أمناء المؤسسة، فمن ياترى صاحب هذه العبقرية الجهنمية التى فاقت عبقرية من اختزل كارثة 1967فى كلمة النكسة؟ وماذا يسمى موقعة الجمل؟ سباق الهجن؟ وماذا يسمى المدرعات القاتلة؟ العربات الطائشة؟ وماذا يسمى رصاص القناصة؟ نيران صديقة؟ وماذا يسمى النبلاء الذين قدموا أرواحهم؟ هل نحت لهم تسمية أم مازلت قريحته تجول في دهاليز معاجم اللغة وأبواب الفقه باحثة عن وصف يصمهم بالتهور والسعى إلى التهلكة؟ ماذا يسمى ثلاثين عاما من النهب والاستبداد؟ ماذا يسمى التعذيب والقتل في مقار أمن الدولة؟ ماذا يسمى تقزيم دور مصر سياسيا وعلميا وفكريا واقتصاديا بل وفنيا؟ ماذا يسمى استبعاد كل مخلص للبلد من كافة المواقع والوظائف واختيار متعمد للفاسدين؟ وماذا يسمى ما جرى في تونس؟ وما قوله فيما يجرى وما سوف يجرى في اليمن والجزائر وسوريا وغيرها وغيرها؟ هل يراها أحداثا لاحقة؟ لماذا لم نسمع لفضيلته لا فض فوه رأيا فيما يفعله المجرم المجنون في ليبيا؟ أين مقالاته المطولة التى كانت تزين الصحف وبرامجه المتتالية التى كانت تملأ الفضائيات؟ لقد سكت دهرا ونطق (أحداثا أخيرة)...! هل يجوز أن تختزل الثورة المصرية العظيمة التى وقف العالم أمامها مشدوها معجبا متعلما على أنها مجرد: أحداث أخيرة؟ إن أجبن الجبناء قد تخلوا عن جبنهم وأشرس المدافعين عن النظام البائد قد تراجعوا وأعلنوا اقتناعا أو نفاقا مباركتهم للثورة فما بال شيخنا الذى لم نره منذ بداية (الأحداث الأخيرة) يخرج علينا في مؤسسته بهذا الوصف الهزيل للزلزال العظيم؟ إن الساسة والمحللين في العالم قد أجمعوا على أن الثورة المصرية كانت فريدة في أسلوبها وأهدافها، فكيف يكون هذا هو رأى مفتى مصر فيها؟ لعله يرى الثوار خوارج أو قرامطة خرجوا على أمير المؤمنين أو أمير المخبرين كما قال الشاعر العراقى أحمد مطر! ماذا يكون حكمه ياترى على القتلة الذين سيحاكمون على تعمد قتل المتظاهرن العزل وترسل أوراقهم له كى يبدى رأيه في القصاص منهم؟ هل يطلب لهم البراءة ويقول إنهم كانوا في حالة دفاع عن النفس ضد الشباب المتآمرين الذين تقووا بسندوتشات الكنتاكى وهاجموا البلطجية المسالمين؟ أين هذا من تاريخ الأزهر في قيادة الشعب المصرى في مجابهة الظلم والطغيان؟ هل كان الشيخ عبد المجيد سليم أو الشيخ المراغى أو الشيخ عبد الحليم محمود أو الشيخ جاد الحق يطلقون هذا الوصف الأبتر على أعظم ثورة في تاريخ البشرية؟ كنت أتمنى أن يخرج علينا فضيلة المفتى ببيان شرعى بعد غروب شمس يوم الحادى عشر من فبراير يبشر الشعب بثبوت رؤية هلال الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية وانتهاء عهد الظلم والطغيان وبدء عهد النور والأمان أعاده الله على الشعب المصرى وجميع الشعوب العربية والإسلامية والعالم أجمع باليُمن والخير والبركات؟ لو أن الله شرفنى بالإصابة في (الأحداث الأخيرة) لرفضت أن أعالج في مؤسسة تبخس الوطن حقه وتنكر على الثوار جهادهم وتحرم الشهداء شرف الفداء. حذر الكثيرون من المخلصين من الثورة المضادة ودعاتها الذين يبتكرون في كل يوم أساليب جديدة يحاولون بها طمس الحقائق وبلبلة الأفكار وإشاعة الضبابية، لكن أحدا لم يظن أن يصل خيالهم الشيطانى إلى وصف ثورة شغلت الدنيا وسوف تشغلها سنوات وسنوات بأنها مجرد: أحداث أخيرة! ليس أمامنا سوى أن نحذر: يا أشرف من فى الوطن... يا من حملتم أوسمة الإصابة: لاتقبلوا العلاج فى (مصر الخير)... الدواء فيه سم قاتل.