نظام الطغاة، خدع الشعب، عندما أكّد أن الضريبة العقارية موجَّهة للأغنياء، لصالح الفقراء؛ لأن الفقراء في مصر يقيمون في مساكن رخيصة، يظلم إيجارها ملاكها، ولكنه يناسب الدخول، التي تستقطع الدولة منها في كل يوم قطعة؛ لكي تقيم الاحتفاليات، وتؤمن موكب الرئيس، ومواكب طغاته، وعندما يتم تقدير العقارات بالسعر السوقي، ستقدر بقيمة تفوق واقعها، ربما لأن هذا ما ينبغي أن تساويه ما إذا كانت مجرد بناء خال، علي أرض فضاء، وستفرض عليها ضريبة عقارية، تفوق ما تأتيه من حصيلة فعلية، والمالك بالطبع لن يدفع الضريبة كلها من جيبه، ولكنها ستوزع، أو جزء كبير منها، علي إيجارات المساكن، التي سترتفع بالتالي، لتعصر الشعب أكثر وأكثر.... والوزير يعرف هذا، ولكنه لا يهتم؛ لأن هذا يحدث في بلاد أخري، علي حد قوله، ولست أدري لماذا يرهق نفسه بوزارة كلها مسئولية، في بلاد فقيرة، ينتهك النظام الفاسد ثرواتها كل يوم؟!... لماذا لا يرحل إلي بلد آخر، من البلاد التي يتحدث عنها، فيرتاح ويريحنا، ولعل هذا يريح أعصابه، ويقلل من الثورة والغضب غير المبرر في أعماقه، ونخلص... الخلاصة أن قانون الطغاة سيحول حياة الشعب كله، بغنيه وفقيره، إلي جحيم.... أو بمعني أدق، سيضاعف الجحيم الذي يعيشون فيه... ولكن المشكلة أن جحيم الآخرة، الذي سيعرفونه جميعاً هو الجحيم الدائم الوحيد، أما أي جحيم أرضي، مهما بلغت فظاعته، أو بلغ طغيانه، فهو محدود بزمن ما.... صحيح أن الطغاة لا يتصورون هذا، بل يتصوَّرون دوماً أنهم سيبقون للأبد، لمجرَّد أنهم غيروا الدستور، ليؤمن لهم هذا، إلا أن الدستور الإلهي هو الذي يتحقق دوماً، وهو يسمح لهم بأن يمكروا، ثم يمكر الله سبحانه وتعالي بهم، وهو خير الماكرين.... حضرات السادة الطغاة، القاعدة الأساسية في الكون، هي أنه لكل شيء حتماً نهاية.... حتي الطغيان والجبروت له نهاية... وفي الآخرة لن يجد الطغاة مواكب، وحراسات وتأمين... فقط موكب من الشياطين، الذين سيحتفلون بهم، كوقود جديد للجحيم... مهما تصوَّرتم أنكم باقون، فدستور الحياة يقول إن هذه حتماً نهايتكم... يا حضرات السادة... الطغاة.