فى تعليق لها على حديث البرادعى المسجل الذى نشرته أمس مجلة دير شبيجل الألمانية ونشر على اليوتيوب، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن تصريحات الدكتور محمد البرادعى - الذى هاجم التزوير الذى حدث فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة والذى دعا الناس لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة- ربما تكون نقطة بداية لاحياء مشروعه للتغيير الذى كان قد ضعف خلال الفترة السابقة نتيجة سفره المتكرر للخارج وابتعاده عن الساحة السياسية فى مصر، ماجعل منتقديه يؤكدون أنه دائم القول دون أى فعل. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن الدكتور محمد البرادعى – المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحاصل على جائزة نوبل للسلام قوله "لا يجب أن نشارك فى هذه المهزلة، ويجب مقاطعة الانتخابات المقبلة سواء بخوضها أو التصويت فيها"، وأضاف "يجب على النظام أن يسمح بالحركات الاحتجاجية السلمية، واذا رفض فاننا سنلجأ الى العصيان المدنى، لأن الشعب لن يكون لديه خيار فى عدم السماح له – وأرجو ألا يحدث هذا- الا اللجوء الى العنف". واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذه التصريحات – التى جاءت على خلفية الانتهاكات الجسيمة التى وقعت خلال الانتخابات البرلمانية التى تم تزويرها واعلان نتائجها لصالح الحزب الحاكم- جاءت بعد دعوة البرادعى لمقاطعة الانتخابات البرلمانية، وهى الدعوة التى لم تلق استجابة الا فى وقت متأخر حينما وقعت حوادث التزوير وبالتالى انسحبت كتلتين هامتين وهما حزب الوفد وجماعة الاخوان المسلمين. وأشارت واشنطن بوست الى خيبة الأمل التى أبدتها ادارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى انتقد الانتهاكات التى حدثت خلال الجولة الأولى من التصويت فى الانتخابات البرلمانية، وهو الأمر الذى رفضته القاهرة رفضا تاما معتبرة أن الخوض فى هذا الأمر يعد تدخلا مباشرا فى الشئون الداخلية للبلاد، وهو السبب الرئيسى الذى كان قد جعل مصر ترفض السماح للمراقبين الدوليين بمراقبة الانتخابات من قبل. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن دعوة البرادعى الجديدة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية تتزامن مع أزمة صحية مر بها الرئيس – الذى يعتقد المصريون أنه يجهز ابنه لخلافته- بينما يستعد هو لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرة الى أن البرادعى اعتبر أن الشعب المصرى يعيش حاليا حياة العبيد فى وطنه بسبب التعديلات الدستورية الأخيرة، مؤكدا أنها الفرصة الأخيرة للنظام لمراجعة نفسه والبدء فى التغيير الديموقراطى.