رأت مجلة ألمانية أنّ دعوة محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة قد تُهدّد سيطرة الرئيس على مقاليد الحكم وتمحو شرعية الرئيس مبارك. وقالت مجلة "دير شبيجل": إنّ دعوة البرادعي ربّما تمحو شرعية الرئيس مبارك، مشيرة إلى أن البلاد كانت مقبلة على موسم "بيزنس انتخابي" خلال الدورة المقبلة، مضيفة أنّ الحزب الوطني الديمقراطي سوف يؤمن كمية كبيرة من الأصوات الانتخابية، فضلاً عن حفاظه على المؤسسات، التي يقبض عليها منذ 29 عامًا، مضيفة أن ثَمّة صراع على السلطة يحتدم على ضفاف النيل وستكون الانتخابات البرلمانية مجرد بداية له. وتابعت المجلة أنّ الحفاظ على السلطة أمرًا مشكوك فيه، سواء كان ذلك للرئيس مبارك أو لنجل جمال، الذي يخضع لتجهيزات اعتلاء عرش مصر، كما أكّدت أن دعوة البرادعي لمقاطعة الانتخابات، جعلته أكثر خطورة على الرئيس مبارك من أي وقت مضى. ورأت "دير شبيجل" أنّ دعوة البرادعي مثلت الظهور الأكثر جرأة له منذ عودته إلى مصر في فبراير الماضي، وأنها قد تكون كافية لتوحيد المصريين التعساء وإيصال ضربة خطيرة للنظام الحاكم، وعليه أكدت المجلة أن المقاطعة من شأنها حرمان النظام من شرعيته، بينما يمكنها على المدى الطويل، حرمان نجل مبارك من الاستيلاء على السلطة من والده المريض، بجانب الإطاحة بفرص إنشاء ديكتاتورية مصرية وراثية، بحسب موقع الإسلام اليوم. كما توقعت المجلة أن تنخفض نسبة المشاركة إلى أكثر 25% من تعداد السكان، والذي كان يعتبر أقصى نسبة مشاركة حققها المصريين على الإطلاق في الانتخابات البرلمانية السابقة، ليصبح ذلك علامة واضحة على الاستياء المتنامي وسط الشعب. وفي وقت سابق، اتخذت الجمعية الوطنية للتغيير التي يترأسها البرادعي قرارها بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة بسبب ما أسمته بعدم استجابة الحزب الوطني الحاكم لضمانات نزاهة الانتخابات. جاء ذلك في اجتماع عقدته الجمعية مساء الأربعاء بمقر حزب الجبهة الديمقراطية بحضور جميلة إسماعيل وجورج إسحاق وحسن نافعة والمتحدث الإعلامي باسم الجمعية حمدي قنديل ومحمد البلتاجي والمنسق العام الجديد للجمعية عبد الجليل مصطفى والدكتور محمد غنيم مسئول حملة طرق الأبواب. وأعلن حزب "الغد" الذي يترأسه أيمن نور يوم الثلاثاء عن مقاطعته الانتخابات البرلمانية المقررة نوفمبر المقبل بعدما صوت أغلبية أعضاء المكتب التنفيذي للحزب لصالح المقاطعة بواقع 41 صوتًا مقابل 6 أصوات نادت بخوض الانتخابات وصوت آخر باطل. وكان البرادعي، الذي يُعدّ مرشحًا محتملًا للانتخابات الرئاسية، قد صرّح خلال الأسبوع الماضي بأن الانتخابات البرلمانية لن تسلم من التزوير ومن سيشارك فيها سيخالف الإرادة الوطنية.