احتشد مئات المسيحيون منذ مساء الثلاثاء أمام كنيسة" مارمينا" بالعمرانية ورددوا هتافات مناهضة للأجهزة الأمنية بعد المصادمات التي شهدتها منطقة العمرانية بين عدد من الأقباط وعمال الكنيسة وقوات الأمن المركزي والتي تجددت صباح اليوم الأربعاء مما أدي لوفاة شاب يدعي متري يوسف جاد (19 عام ) من عمال كنيسة العذراء والملاك ميخائيل وإصابة ما يقرب من 40 واحتجاز 150 آخرين. وندد المتظاهرون بموقف محافظ الجيزة وكذلك قوات الأمن وظلوا يهتفون مطالبين بتدخل الرئيس مبارك لحل الأزمة قائلين "يا مبارك يا طيار المسيحي مولع نار ""يا مبارك ساكت ليه .. أنت راضي ولا إيه " إلي جانب هتافات أخري ومنها "حط الكفة علي الميزان المسيحي هو الكسبان "، "بالروح بالدم نفديك يا صليب" إلي جانب مجموعة من الأدعية الدينية.
ومن جانبه أكد الأب مينا ظريف -كاهن كنيسة مارمينا -في تصريحات للدستور الأصلي "إن المحافظ أوهم الكنيسة بأن الأمر انتهي عندما قال لهم أمس خلال اجتماعه معهم مبروك عليكم الكنيسة الجديدة .. ولكن فوجئنا بمجموعة من عمال الحي ومعهم عدد كبير من قوات الأمن وصلت ل10 سيارات أمن مركزي تحيط بعمال بناء الكنيسة واعتدوا عليهم وقذفوا الخرسانة التي كانوا يعدونها مما أدي لإتلافها وتبلغ تكلفتها ربع مليون جنيه مما أدي لاندلاع الاشتباكات التي سرقت خلالها صناديق التبرعات والنذر من الكنيسة ". واعترف الأب ظريف بقطع عدد من الأقباط للطريق بطريقة سليمة حتى يجبروا المسئولين علي حل مشكلاتهم قائلا "استخدمنا أسلوب التقية عند المسلمين ..لأننا لو مشينا قانوني مكناش هنأخذ حقنا ولا بعد عشر سنين "، وأضاف أن الجموع لم تكن ترغب في حدوث اشتباكات إلا أن قوات الأمن هي التي بدأت بالتعدي حيث قام 5 آلاف عسكري بالتعدي علي ما يقرب من 400 مسيحي عزل بالأسلحة الحية والذخيرة. ووصف الأب مشهد الاشتباكات قائلا " شعرت أننا مجموعة من حركة حماس وتعتدي علينا مجموعة من قوات الكوماندوز الإسرائيلية "، مضيفا أنه سيذهب إلي مطرانية الجيزة لتدارس الأمر هناك وتحديد الموقف خاصة وأنه لن يتعامل مع محافظ الجيزة مرة أخرى قائلا "المحافظ خدعنا ولن نتعامل معه مرة أخري والكنيسة لن تتمكن من السيطرة علي شبابها نظرا لحالة الغليان التي نعيشها ". من ناحية أخرى، تم نقل المصابين إلي ثلاث مستشفيات منهم الأهرام والسلام وأم المصريين وقالت المصادر أن من بين المصابين عدد من الفتيات والسيدات وهناك إصابات خطيرة وحرجة.
وقال ابن عم القتيل إنه فوجئ بمقتل ابن عمه العامل بالكنيسة علي يد قوات الأمن منذ مساء امس ورغم ذلك لم يتمكن من معرفة مكان جثته ولا استلامها .