وحدها الديمقراطية وصلت بالثائرة الشيوعية ديلما روسيف التي حملت السلاح أيام الحكم الديكتاتوري في البرازيل خلال الستينيات إلى منصب الرئاسة الذي لم تصل إليه امرأة برازيلية قبلها. وروسيف هي ابنة مهاجر بلغاري مثقف، وتعلمت العزف على البيانو أثناء طفولتها، كما تعلمت اللغة الفرنسية في المدارس الكاثوليكية في البرازيل. غير أنها انضمت إلى الثوار اليساريين عام 1969 لتتحول إلى مناضلة تعمل سراً ضد النظام الديكتاتوري، واتخذت العديد من الأسماء الحركية مثل، لويزا وواندا وإيستيلا لتجنب القبض عليها من أعوان النظام. وأصبحت بشعرها القصير ونظارتها ذات العدسات السميكة من أبرز المطلوبين للنظام الديكتاتوري، فيما شبهها البعض بالفرنسية "جان دارك." وكانت قد عانت الكثير في ظل النظام الدموي القاسي، حيث تعرضت للتعذيب إلى جانب رفاقها الماركسيين، الذي توفي بعضهم تحت التعذيب، لكن البعض منهم عاد في ظل النظام الديمقراطي، وخصوصاً في ظل حكم داسيلفا، وتسلموا مناصب حكومية، مثل وزير البيئة كارلوس مينك وكبير موظفي داسيلفا، المقال جوزيه ديرسيو. وروسيف اقتصادية ووزيرة طاقة سابقة تميل لليسار ولكنها أصبحت اكثر براجماتية بمرور الوقت وهي لم ترشح نفسها لاي منصب انتخابي. وحصلت روسيف على دعم حاسم من الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي يحظى بشعبية طاغية والذي انتشلها من الغموض النسبي كي تخلفه. وروسيف هي كبيرة موظفي لولا سابقا وتتعهد بالاستمرار اعتمادا على نجاحاته من خلال تحديث طرق البرازيل والمدارس والبنية الأساسية الاخرى مع استعداد البلاد لاستضافة بطولة كأس العالم عام 2014 والالعاب الاولمبية عام 2016. كما انها تسعى أيضا لاستغلال الثروة البترولية البحرية المكتشفة حديثا في البرازيل وتوسيع دور الدولة في قطاع الطاقة في الوقت الذي تواصل فيه اجتذاب الاستثمارات الخاصة. وتفتقر روسيف الى جاذبية لولا او نفوذه في الكونجرس ويخشى بعض المستثمرين من ان رئاستها ستكون رئاسة وضع راهن تفشل فيها في تحقيق إصلاحات اقتصادية يمكن ان تحد من التكلفة الباهظة للقيام بنشاط تجاري في البرازيل. ويخشى البعض أيضا من انها قد توسع دور الدولة أكثر مما يجب في بعض القطاعات في الوقت الذي تخفق فيه في كبح الانفاق الضخم في الميزانية والذي يضغط على العملة البرازيلية وساعد في جعلها اكثر عملة مبالغ في تقييمها في العالم من خلال بعض المقاييس