صحف لبنان تناشد كل من يعنيه استقرار لبنان أن يبحث عن مخارج تحول دون الانزلاق لهاوية الفتنة الأمل في تهدئة الأوضاع في انتظار زيارة نجاد لبيروت وسط تحرك سوري وسعودي اللبنانيون يتابعون أحداث بلادهم عبر صحف الطوائف انعكس تراجع الدور الإقليمي للقاهرة علي صحف لبنان الصادرة صباح أمس - الجمعة - التي خرجت لتؤكد أن تحركات الدول المجاورة للبنان والمهتمة بشأنه الداخلي غاب اسم مصر عنها، بينما سيطرت سوريا وإيران والسعودية علي كونها مصادر أمل للبنانيين لتهدئة الأجواء بين الأكثرية والمعارضة المختلفتين حول المحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال رفيق الحريري - رئيس الوزراء - وقرارها الظني المرتقب ضد حزب الله، وقضية شهود الزور. عبد الناصر لم يمت «السفير» التي جاء تقريرها الرئيسي تحت عنوان «سليمان للتشاور مع دمشقوالرياض ... وتأجيل اشتباك الاثنين عكست الغياب المصري في صفحتها الأولي، لكنها اهتمت لليوم الرابع علي التوالي بالاحتفاء بالذكري الأربعين لرحيل الزعيم جمال عبدالناصر وخصصت له مقالاً مطولاً علي صفحتها الأخيرة. كشفت الصحيفة صراحة أن لبنان يحتاج للخارج لتقريب وجهات نظر سكان الداخل، قائلة في تقريرها الرئيسي «لم تعد المعالجات التقليدية كافية لمعالجة وضع هو الأكثر استثنائية منذ خمس سنوات، وصار لزاماً علي كل من يعنيه أمر الاستقرار اللبناني، أن يبحث عن مخارج تحول دون الانزلاق إلي هاوية الفتنة التي اختبر اللبنانيون بعض فصولها في السنوات الأخيرة، ولكنهم كانوا يحاذرون دومًا الغرق فيها»، وتري الصحيفة المقربة من تيار المقاومة بزعامة حزب الله أن السبيل إلي ذلك «إعادة الاعتبار للرعاية الدولية والعربية للاستقرار اللبناني». وعولت السفير علي لعب الرئيس اللبناني ميشيل سليمان دورًا رئيسيًا في منع فرقاء بلاده من إشعال الفتنة، وسبيله إلي ذلك هو تفعيل القمة العربية الثلاثية «بيروت - دمشق - الرياض»، ويأتي اختيار الصحيفة لسوريا والرياض كلاعبين أساسيين في ضوء تحركات سفيري البلدين في لبنان وتصريحات وزيري خارجيتهما حول سبل حل الأزمة، وهو ما ظهر في مقال عماد مرمل بعنوان «هل تملك الرياض مصلحة في تأجيل القرار الظني؟». إلا أن الغياب الرسمي للقاهرة في السفير قابله حضور قوي لعبدالناصر، الذي كتب عنه سمير كرم في الصفحة الأخيرة «عبدالناصر الباقي من ثورة يوليو»، ورأي الكاتب أنه رغم محاولات النظام الحاكم في مصر التخلص من شعبية عبدالناصر عبر أساليب درامية من نوعية تبجيل حقبة ما قبل الثورة أو بتجنب الحديث عن عبدالناصر فإن الروح المصرية لا تزال تستحضره في مظاهراتها ضد الغلاء قائلا «لا يزال الإنسان المصري والعربي يشعر بأنه إذا قيلت كلمة «الريس» فإنها تعني جمال عبدالناصر، حتي المقاومة المصرية الشعبية الراهنة لمشروع توريث الرئاسة لجمال مبارك - ابن رئيس الجمهورية - تستمد معظم شحنتها من حقائق رسخها في الذهن المصري سلوك عبدالناصر الرئاسي والشخصي»، المقال جاء فصلا جديدا في احتفاء الصحيفة بعبد الناصر بعدما أصدرت كتابًا بعنوان «بانتظار مصر المحروسة» والذي وصفته بأنه «ليس بطاقة رثاء لعبد الناصر في ذكري وفاته، بل هو دعوة إلي إعادة تقويم إنجازاته وجدواها في رفع الأحزان العربية في زمن بات مثقلاً بها». اتهام «غير ظني» لحزب الله ورغم محاولات التهدئة التي تبذلها أطراف خارجية وتدعو لها كافة القوي السياسية، فجرت صحيفة «الأخبار» قنبلة بنقلها تصريحًا عن «مصدر أمني لصيق برئيس الحكومة سعد الحريري» اتهامه صراحة لحزب الله باغتيال الحريري الأب، ليتحول خيار تيار المستقبل من تمسك بالقرار الظني الذي لم يصدر بعد عن المحكمة الدولية إلي اتهام غير ظني لحزب الله صراحة، ما ينذر بتصعيد غير محمود العواقب. وأرجع المسئول الذي لم تذكر الصحيفة اسمه أو مركزه الأمر إلي 2006 قائلا «قبل حرب الجنوب في عام 2006، توصل فرع المعلومات في قوي الأمن الداخلي إلي معطيات وأدلة علي تورط أفراد من حزب الله في عملية التنفيذ، فزار العقيد وسام الحسن - رئيس الحكومة - سعد الحريري وأبلغه بالمعطيات، ثم طلب الحريري من السيد حسن نصر الله موعداً للحسن، الذي زاره سريعاً، وأبلغه بهذه المعطيات التي لم يوافق عليها نصر الله، لكن لم يقدم نفياً لها». وتابع «طرحنا مخرجًا علي حزب الله حينها، هو أن يقول الحزب إنه مستعد لمحاكمة أي عنصر من أفراده توجد أدلة تدين تورطه باغتيال الحريري، وقد طرحنا علي الحزب إخفاء هؤلاء الأشخاص أو تصفيتهم وإدانتهم معنوياً، وبذلك لا يصل التحقيق إلي أعلي من دائرة التنفيذ، لكن فوجئنا يوم أقفل السيد نصر الله الباب وقال إنه مسئول عن أي عمل يقوم به أي عنصر من عناصر حزب الله، وكأنه لا يمكن اختراق الحزب»، ورأي المصدر أن تصرفات حزب الله تجاه القرار الظني تثبت التهمة عليه. في المقابل طرحت الصحيفة تساؤلا من جانب المعارضة، بخصوص شهود الزور، وتنبأت وفقا لمصادرها بأن «اللمسات الأخيرة توضع علي تصميم صور أربعة ممن سيتهمون سياسياً في وقت قصير علي الأقل، تمهيداً لطبع عشرات الآلاف من صورهم، ورفعها في التظاهرات التي قد تشهدها البلاد إذا ما استمر الوضع علي ما هو عليه، «بدنا الحقيقة» هو الشعار الأكثر انتشارًا في المقبل من الأيام، وسييل الشعار بصور كل من مروان حمادة، ووسام الحسن، وأشرف ريفي، وسعيد ميرزا، وسط مطالبة بمعرفة من حرض ومول وخطط ونفذ وأرسل شهود الزور إلي المحكمة الدولية. إيران وتهدئة المعارضة بعد إقليمي آخر ظهر علي صفحات «اللواء» التي عنونت تقريرها الرئيسي صباح أمس ب «هدنة نجاد تعيد حزب الله إلي التهدئة!»، وتري الصحيفة أن زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد المرتقبة إلي لبنان قبل منتصف أكتوبر الجاري، تؤكد التزام حزب الله بتعويم هدنة مع الأكثرية، وتري الصحيفة أن عودة الرئيس ميشال سليمان من شأنها تهدئة الأوضاع بالتالي، مشيرة إلي أن سليمان وضع نصب عينيه بندًا رئيسيًا علي جدول الأعمال يقضي بخفض منسوب التشنج، والانطلاق إلي معالجة جدية للملفات الخلافية، لا سيما تلك المتصلة منها بالمحكمة الخاصة، أو بالقرار المتوقع صدوره عنها. وبدأ سليمان وفقًا لمصدر نقلت عنه الصحيفة إجراء اتصالات لتوضيح موقفه من المحكمة وما فهم خطأ من كلام عن صدقية المحكمة وقضية شهود الزور، حيث أكد المصدر الوزاري أن قضية شهود الزور ربما تتحول إلي أولوية كمدخل لمقاربة المسائل الأخري، بانتظار جلاء حركة الوساطات الدولية والإقليمية، فيما يتعلق بإبعاد القرار الاتهامي عن الانعكاسات المريرة عن الوضع الداخلي واستقراره السياسي والأمني. صحيفة «صدي البلد» كانت بالمثل متعلقة بالتدخل الإيراني لتهدئة المعارضة، قائلة إن عودة سليمان إلي بيروت شكلت استئنافاً لحركة الاتصالات علي خط التهدئة، في الوقت الذي شهدت الساحة الداخلية جولات مكوكية للسفيرين السوري علي عبدالكريم علي الذي زار الرئيس السابق إيميل لحود ورئيس الحكومة سعد الحريري بينما التقي السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط. واتفقت «النهار» في أن تحرك سليمان لإعطاء أولوية لملف شهود الزور قد يكون مخرجًا مناسبًا من التوتر الحالي بين القوي السياسية اللبنانية، وتبنت تحذير عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس من «المخططات التي تسعي إلي إبعاد استهداف العدو وكشف مؤامراته وتحويل الصراع إلي صراع مذهبي تتضرر منه المنطقة قاطبة ويكون الرابح إسرائيل وأمريكا»، كما علقت الصحيفة أملا علي التحرك علي محوري بيروت - دمشقوبيروت- الرياض. «المستقبل» أبرزت كذلك التحرك السوري عبر نقلها وقائع زيارة سفير سوريا في لبنان علي عبدالكريم علي للحريري في السرايا الحكومية، ونقلت عنه دعوته إلي «حوار بين الأطراف اللبنانيين يتم خارج الإعلام وبعيداً عن المكابرة»، مضيفا «هناك خطوات أشار إليها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وتركت ظلالاً إيجابية، لكن يُفترض أن تكون هناك خطة واضحة في ذهن المسئولين وخصوصاً لدي الحريري لاستكمال هذا المسار».