من الذي أطلق شائعات التغيير التي تملأ جنبات «ماسبيرو» والتي نفاها أكثر من مرة «أسامة الشيخ» رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون؟ الذي أطلق الشائعات هو الرئيس المباشر لأسامة.. «أنس الفقي» وزير الإعلام؟! لو عدت إلي مجلة الإذاعة والتليفزيون الناطقة باسم وزارة الإعلام وقرأت الحوار الذي أجراه رئيس التحرير الكاتب الصحفي «ياسر رزق» مع الوزير سوف تلاحظ بما لا يدع مجالاً للشك أن «الفقي» أكد أن بعض القيادات راض عنهم وبعضهم غير راض عن أدائهم بل إنهم خذلوه، لم يقل الوزير إنه صراحة سوف يغيرهم أو إنه يمهلهم فرصة للإصلاح، لم يصرح الوزير بشيء من هذا ولكن عندما يقول المسئول الأول عن الإعلام إنه غير راض عن عدد من القيادات فإن نشر هذا الحوار قبل رمضان ببضعة أيام يعني أن التغيير قادم، ولا شك أن من واقع قرار التعيين يملك قرار النقل تصعيد آخرين لم يخذلوه!! التغيير وشيك إنه فقط ينتظر بزوغ هلال شوال ولهذا بدأت الكلمات تتناثر هنا وهناك.. أكثر من ذلك فإن عدداً من المذيعات وهن القيادات اللائي ترددت أسماؤهن في الترقية لدرجات وظيفية أعلي وزعن بالفعل الشيكولاتة والشربات علي الزائرين وبعد ذلك عندما تأخر صدور القرار أعلن أن الشيكولاتة كانت بمناسبة عيد ميلادهن والشربات لتخفيف حر الصيف!! يبدو لي أن قرار التغيير لم يلق ترحيباً من الدولة.. ولهذا نطرح السؤال الثاني هل وزير الإعلام لديه حرية مطلقة في اختيار رؤساء القطاعات في «ماسبيرو» أم أن هناك دائماً آراء أخري ينبغي أن ينصت إليها!! الحقيقة هي أن القرار لا يملكه وحده فقط وزير الإعلام وحدث مثلاً أن الرئيس «حسني مبارك» كثيراً ما اختار بعض القيادات في «ماسبيرو» علي غير هوي «صفوت الشريف» وزير الإعلام الأسبق كانت أشهرهن «ميرفت رجب» والتي استطاع «الشريف» أن يطيح بها من مقعدها كرئيسة للتليفزيون بعد ستة أشهر فقط.. «د. ممدوح البلتاجي» في الفترة القصيرة التي قضاها وزيراً للإعلام حاول إبعاد زينب سويدان عن رئاسة التليفزيون وبالفعل تقدمت باستقالتها ثم بعد 48 ساعة فقط عادت أقوي مما كانت.. الدولة تعتبر أن الإعلام الرسمي سلاح في يدها الحقيقة المؤسفة أن الإعلام الخاص صار هو الآخر سلاحاً في يدها هي تسيطر علي الإعلام بجناحيه لا أحد يجرؤ أن يستضيف شخصيات بعينها أو يتناول قضية شائكة إلا إذا وافقت الدولة تابعوا ما حدث مؤخراً مع كل من قناة «أوربت» بسبب مشاغبات «عمرو أديب» في «القاهرة اليوم» وما حدث مع «إبراهيم عيسي» عندما تم استبعاده من قناة «ON.T.V» لتتأكدوا أن الدولة تسيطر أيضاً علي الإعلام الخاص!! فإن الإعلام الرسمي دائماً في عرف الدولة متهم بالتقصير.. أي تراجع يحققه النظام علي المستوي السياسي تتوجه أصابع الاتهام بعدها مباشرة إلي الإعلام ويصبح هو المذنب؟! وليس هذا صحيحاً علي طول الخط لا يمكن أن يتحمل الإعلام بمفرده مسئولية تواري الدور المصري سياسياً وثقافياً و اجتماعياً ليس معني ذلك أن الإعلام يقوم بواجبه علي خير وجه فإنه ليس بالضرورة هو المتهم الأول.. ولهذا فمع كل إخفاق سياسي تتردد شائعات التغيير في «ماسبيرو» والوحيد الذي يملك نفيها هو «الفقي» وليس «الشيخ» لأن من أشعل النيران يطفئها فهل نقرأ حواراً ثانياً يعلن فيه «الفقي» أنه أصبح راضياً بعد شهر رمضان عن الذين خذلوه قبل شهر رمضان؟!