أشاد مسئولو تل أبيب أمس برفض الوكالة الدولية اقتراحًا مصريًا وعربيًا بمراقبة مفاعلات تل أبيب وضمها لمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي، وهو القرار الذي اتخذته الوكالة الدولية أمس الأول. ووصف أفيجدور ليبرمان - وزير الخارجية الإسرائيلية - الأمر بأنه «انتصار» لتل أبيب علي التطرف والنفاق، قائلا في تصريحات لصحيفة «معاريف» العبرية إن الحديث يدور عن انتصار مهم لما أسماه «الموقف الأخلاقي». وكانت حرب كلامية شرسة قد جرت بين مندوبي تل أبيب والقاهرة خلال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الأخيرة بفيينا، حيث هاجم شاؤول حوريب - مندوب تل أبيب هناك - القاهرة، منتقدًا مطالبتها تل أبيب بالتوقيع علي حظر انتشار السلاح النووي في الوقت الذي ترفض فيه الالتزام بنفس المبدأ فيما يتعلق بأفريقيا وإخلائها من السلاح الذري، وهو ما عقبت عليه البعثة المصرية بالوكالة بالهجوم علي تل أبيب ووصف تصريحات حوريب بأنها تعبر عن «وقاحة إسرائيلية». وكانت الولاياتالمتحدة قد دعت الدول الأعضاء بالوكالة إلي التصويت ضد القرار قائلة: إنه قرار غير ملزم وإنه قد يعطل جهودًا أوسع نطاقًا لحظر مثل هذه الأسلحة في الشرق الأوسط كما أنه يبعث برسالة سلبية إلي عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي استؤنفت مؤخرًا، وقال جلين ديفيز المبعوث الأمريكي بالوكالة الدولية : «الفائز هنا هو عملية السلام.. الفائز هو فرصة التحرك قدمًا بمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط». وأضاف ليبرمان: «نتائج التصويت الذي جري بالوكالة كانت انتصارًا مهمًا وأخلاقيًا ضد التطرف والنفاق»، موضحًا أن وزارته شهدت الأيام الأخيرة جهودًا جبارة ومكثفة لمنع الوكالة الدولية للطاقة من إصدار قرار بتوقيع إسرائيل علي معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، كاشفًا عن قيامه بإجراء اتصالات ومحادثات مع عدد من وزراء الخارجية والمسئولين الأجانب لمنع اتخاذ هذا القرار. بدوره قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إنه كانت هناك محاولة لاتخاذ إجراء معادٍ لإسرائيل لكن بفضل أصدقائنا تم إجهاض هذه المحاولة، موجهًا شكره لهؤلاء الأصدقاء، في إشارة لمساعي القاهرة وعدد من الدول العربية لإصدار قرار من الوكالة بتفتيش مفاعلات تل أبيب الذرية. وأضاف بيريز أن «هذه محاولة أخري لاستغلال الحلبة الدولية واتخاذ قرار معادٍ لتل أبيب لا أساس له لكن إسرائيل والاتحاد الأوروبي ودول صديقة أخري قاموا بإجهاض هذه المحاولة ولذا نتوجه بالشكر لهم»، مؤكدًا في تصريحات لنفس الصحيفة أنه خلال فترة وجوده الحالية بالولاياتالمتحدة قام بعقد لقاءات مع عدد من القادة لمنع القرار المقدم من الدول العربية، حسب قوله. في المقابل وصف علي أصغر سلطانية السفير الإيراني بالوكالة الغرب الذي يتهم بلاده بمحاولة تطوير قنابل نووية وراء ستار برنامج نووي سلمي نتيجة التصويت بأنها انتكاسة لمعاهدة حظر الانتشار النووي، وتعهد بمواصلة الضغط علي إسرائيل لتوقيع المعاهدة، موضحًا أن «هذا طريق لا رجوع فيه».