اتفق وزيرا خارجية العراق وسوريا على إعادة سفيري كلا الدولتين إلى الأخرى، في أقرب وقت ممكن، وذلك بعد أكثر من عام على توتر العلاقات بين الجارتين العربيتين، بسبب اتهام بغداد نظيرتها دمشق بدعم أعضاء سابقين بحزب "البعث" المحظور في العراق. وكان هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي قد التقي نظيره السوري وليد المعلم مساء أمس "الجمعة" على هامش مشاركتهما في أعمال الجمعية للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك وأبلغ زيبار المعلم بقرار الحكومة العراقية بالموافقة على إعادة سفيرها إلى ممارسة عمله في دمشق في أقرب وقت ممكن. وتوترت العلاقات بين بغداد ودمشق في أعقاب تفجيرات دامية وقعت بالعاصمة العراقية في أغسطس 2009 قتل فيها 100 وأصيب 600 أخرون واعتبرت بغداد أن "بعثيين" سابقين يقفون وراء تلك الهجمات ،وطالبت دمشق تسليمها اثنين من القياديين السابقين بحزب البعث، وهو ما رفضته دمشق، فقامت العراق باستدعاء سفيرها من سوريا،وردت الاخيرة بالمثل . وهو ما دفع المعلم وقتها إلى الإدلاء بتصريحات اكد فيها أن "اللجوء إلى وسائل الإعلام، وتلفيق الأدلة عبر الفضائيات، واستدعاء السفير، يؤكد وجود قرار سياسي عراقي بتخريب العلاقات السورية العراقية، الأمر الذي يستوجب من سوريا بالمقابل اتخاذ الإجراءات المناسبة." وفي رد فعله على الاتهامات العراقية، وصف الرئيس السوري بشار الأسد، اتهام العراق لبلاده بأنها مسئولة عن هجمات بغداد، بأنه "لا أخلاقي"، مطالباً العراق بتقديم أدلة على اتهاماته.