«في كلمة كتبها الدكتور عماد أبو غازي في الدستور 1/9/2010 تحت عنوان «الأستاذة صافيناز»، ولعله يقصد «صافي ناز»، ذكر ملابسات حرمان الرائد الإذاعي العظيم محمد محمود شعبان «بابا شارو» من حقه وحق مصر في تكريمه بجائزة الدولة التقديرية، بزعم أن « ترشيحه للجائزة تم بعد وفاته»، والحقيقة أن هذا الزعم غير صحيح إذ أن ترشيح جامعة المنيا لبابا شارو قد تم قبل وفاته، وقد أبلغني بهذا الترشيح الدكتور جابر عصفور نفسه عبر الهاتف يوم السبت 2 يناير 1999 الموافق 14 رمضان 1419ه، وقمت بإبلاغ الخبر لبابا شارو وزوجته الأستاذة صفية المهندس علي الفور وعبرا عن فرحتهما وإن لم يخفِ بابا شارو تعجبه من أن يأتي الترشيح من جامعة المنيا وليس من جامعة القاهرة التي تخرج فيها عام 1939، وقال لي بالتحديد: «كيف تتجاهلني جامعة القاهرة وأنا خريجها منذ 60 عاماً الوحيد الباقي علي قيد الحياة؟»، بعدها اتصلت بالدكتورة عواطف عبد الرحمن وقالت إنها ستنقل الخبر إلي الأستاذ عبد العظيم حماد لنشره بالأهرام وقد تم نشره بالفعل يوم الاثنين 4 يناير 1999، وكل هذا كان قبل وفاة الفقيد الكريم ظهر يوم السبت 9 يناير 1999الموافق 21 رمضان 1419ه، وفي يوم الأحد 10 يناير تم بث لقاء مع رئيس جامعة المنيا في سهرة إذاعية علي البرنامج العام، قدمتها الإعلامية شيرين غالب، عبّر فيها عن تشرف جامعة المنيا بترشيح بابا شارو لجائزة الدولة التقديرية وأنه سعيد بأنهم فعلوا ذلك قبل رحيله بأسبوع. وهذا الكلام لا أنقله من الذاكرة ولكن من وقائع مسجلة لا تسمح بالنسيان. لذلك عند إعلان نتائج الجوائز في وقت إعلانها عام 2000 كانت دهشتي بالغة، ليس بسبب عدم حصول بابا شارو علي حقه ولكن بسبب تصريح الدكتور عماد بأن اسم بابا شارو لم يعرض علي اللجنة أصلاً بدعوي أن ترشيحه للجائزة تم بعد وفاته! فكيف حدث هذا التزوير في مؤسسة ثقافية محترمة ولأي مصلحة؟ يبقي ما قاله السيد الدكتور عماد أبو غازي عن اقتراحي، الذي وافق عليه الدكتور جابر عصفور يوم الخميس 15 يونيو2000، بتكريم الفنانة الرسامة الرائدة سميحة حسنين التي أطلقت عليها بحق «ملكة فن لوحة الغلاف لنصف قرن»، وعوّقه سيادته مانعاً تنفيذه ولا يتردد حضرته اليوم في أن يسمح لنفسه بأن يستهين بتقديري لها، كأني بياعة فجل لا أملك ما أملك من العلم والدراسة والخبرة التي تؤهلني للتقييم، قائلاً: «فنانة تشكيلية تقدرها هي، وقد رأت لجنة الفنون التشكيلية أن هناك عشرات الأسماء من الفنانين الأحياء والراحلين تستحق التكريم قبلها...»، وكان الأولي أن يسائل هذه اللجنة عن اسم واحد فقط، بين هؤلاء العشرات التي يزعمونها، له السبق الذي حازته الفنانة سميحة بكونها أول رسامة مصرية رائدة تملكت تلك القوة الباهرة الجاذبة في رسم لوحة الغلاف للمجلات والكتب منذ 1947 وعلي مدار نصف قرن، تشهد لها بها إصدارات دار الهلال ومجلة التحرير والرسالة الجديدة والبوليس، وبكونها أول مصرية تقتحم هذا الطريق في الصحافة المصرية وتسجل فيه ريادة راسخة. رحم الله بابا شارو - محمد محمود شعبان، ورحم الله الزاهدة السميحة التي أشاعت برسوماتها الضياء الخلاب وآثرت دائماً أن تبقي بعيداً بعيداً حتي إن أحداً لم ينتبه لرحيلها مساء الثلاثاء 29/6/2010، ونشر أهلها نعيها بصفحة وفيات الأهرام 1/7/2010 باسم شهادة ميلادها : بهيرة حسنين علي سالم، دون تنويه باسم شهرتها الفنية «سميحة»، فلم أتعرف عليها إلا من سياق؛ «والدة مني وأماني الكاتب المسرحي سعد الدين وهبة»!