جاءت تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أمس الأول حول الانتخابات البرلمانية القادمة وكذلك رأيها في الشخصية التي ستتولي منصب رئيس الجمهورية القادم من خلال انتخابات 2011، جاءت تلك التصريحات لتزيد حالة الجدل داخل الوسط السياسي المصري خاصة بعد تأكيدات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن لن تتدخل في الشئون الداخلية المصرية ولن تؤيد شخصاً بعينه في انتخابات الرئاسة القادمة وأن كل ما تريده هو انتخابات حرة ونزيهة ويختار الشعب من يمثله في جو ديمقراطي، لكن السؤال: وهل أمريكا حقاً تريد أن تكون الانتخابات في مصر ديمقراطية ؟ وهل ستضحي بمصالحها ولا تختار رئيس مصر رغم تصريحات مصطفي الفقي السابقة بأن رئيس مصر لابد أن توافق عليه مصر وإسرائيل ؟ .. أمين إسكندر وكيل مؤسسي حزب الكرامة يري أن أمريكا لم تحسم حتي الآن موقفها من رئيس الجمهورية المصري القادم، مشيراً إلي أن أمريكا ليست دولة صغيرة حتي تقع في أخطاء كارثية من نوعية التدخل المباشر في الانتخابات المصرية، وأكد إسكندر أنه ليس في صالح أمريكا أن تكون هناك انتخابات نزيهة في مصر لأن هذا معناه أن يأتي نظام جديد يطالب يمراجعة العلاقات المصرية الأمريكية ومحاسبتها، وكذلك نظام ينحاز إلي شعبه، وبالتالي ستنظر إسرائيل إلي أنه نظام يعاديها وبالتالي هذا يغضب أمريكا وهو ما يعني أن أمريكا ستتدخل بكل تأكيد في تلك الانتخابات وستختار الرئيس القادم، لكن علي الشعب ألا يترك مصيره بيد الدول الأخري وأن يحدد هو بنفسه طريقة حياته وأن يطالب بالتغيير وحرية الانتخابات ونزاهتها. أما عبدالغفار شكر القيادي بحزب التجمع فيؤكد أن الإدارة الأمريكية حسمت أمورها بالفعل، وهي تري أن النظام الحاكم الحالي هو الأفضل بالنسبة لها، مؤكداً أن واشنطن تتدخل في حالة تعارض الانتخابات مع مصالحها، والنظام الحالي متوافق مع مصالحها واستراتيجيتها بالمنطقة ويلعب دوراً كبيراً لحماية مصالحها، وهو ما يؤكد حسب شكر أن هذه التصريحات مجرد كلام فقط لأنها تتدخل لحماية مصالحها، وطالب «شكر» القوي السياسية المصرية بأن تعمل علي أن تكون الإرادة الداخلية قادرة علي أن تحسم أمورها وتحدد مصيرها سواء بانتخابات نزيهة أو بالنسبة لرئيس الجمهورية القادم، وأن تقف جميعها وراء مطالب التغيير التي تحدد الديمقراطية في مصر، ويري جورج إسحق القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير أن هذا كلام جيد وكل القوي السياسية تؤيده، ويجب أن يرضخ النظام المصري للمطالب العالمية التي تتصاعد كل يوم بضرورة أن تكون الانتخابات البرلمانية والرئاسية حرة وشفافة ونزيهة، وأن عصر التزوير والتسويد انتهي، وأكد إسحق أن حركة «كفاية» منذ أن تم إنشاؤها وهي تؤكد أن التغيير لن يتم في مصر إلا عن طريق الشعب المصري، وأشار إلي أن كل ما تسعي إليه القوي السياسية هو أن تكون هناك انتخابات نزيهة وإلا فمقاطعتها أفضل كثيراً.