أرادت «يسرا» أن تتغير علي طريقة «سيد بنجر» في رواية «أم رتيبة» ليوسف السباعي الذي أطلق علي نفسه علي سبيل التخفي اسم «علي بنجر»!! في مسلسلها «بالشمع الأحمر» استعانت «يسرا» لأول مرة بورشة بها عدد من الموهوبين «مريم نعوم»، «نادين شمس»، «نجلاء الحديني»، «محمد فريد».. نظام الورشة عرفته الحياة الفنية في مصر منذ قرابة 7 سنوات مع بداية ظهور مسلسلات «السيت كوم» حيث يتم التعامل معه بقدر من الشفافية وانتهت لعبة «كاتب الظل» Shad ow Writer التي كانت سائدة في الأجيال القديمة حيث يكتب من الباطن دون الإشارة إلي اسمه كاتب صغير مقابل حصوله علي أجر من الكاتب الكبير.. الورشة الفنية اعتراف رسمي بالإبداع الجماعي.. هذه الورشة قررت أن تبحث عن عمل فني تفصيل علي «يسرا».. تابعنا في المسلسل «يسرا» وبها كل الملامح الدرامية التي ارتبطت بها خلال السنوات الأخيرة في المسلسلات الرمضانية.. أنا لا أوافق علي الرأي الذي يردده بعض الزملاء بأن «الشمع الأحمر» لا يصلح للعرض الرمضاني لأن أحداثه تجري في المشرحة ومليء بالدماء وبقايا البشر ليس هذا هو الفيصل في الاختيار المهم زاوية الرؤية علي المستوي الدرامي وأيضاً الإخراجي.. كل القضايا ممكنة سواء في رمضان أو شوال.. الذي حدث في الورشة أن المسلسل كتب وفي ذهن صناعه أنهم يكتبون من أجل «يسرا» وهو أيضاً ما تكرر مع نجوم آخرين بعيداً عن نظام الورشة.. مثلاً «ليلي علوي» في «حكايات وبنعيشها» نجد الجزأين «الكابتن عفت» و «فتاة ليل» تفصيلا عليها.. «إلهام شاهين» في «امرأة في ورطة» ثم «لا أزال آنسة» أيضاً الكتابة تتجه إليها.. المؤلفون الذين تعاملوا مع «ليلي» و «إلهام» يمارسون هذا النوع من الكتابة باعتباره منهجاً نشأوا عليه، بينما كتاب الورشة الفنية لديهم نبض جديد في التناول ولهذا كان ينبغي أن يقدم هذا الفريق تجربة مغايرة للسائد لنري بالفعل تلك الحالة من العصرية. لو أننا ألقينا نظرة علي الدراما المصرية هذا العام سوف نكتشف أننا بصدد نبض جديد وهو أن الرهان لم يعد كما كان دائماً يحدث في الماضي علي النجم أو النجمة.. كتابة المسلسل علي مقاس النجم مثلاً نستطيع أن نراه في «شيخ العرب همام» حيث إن الشخصية الدرامية تملك من الجاذبية ما يدفع النجم للتعاقد عليها و«يحيي» لا يزال هو الفنان الوحيد القادر علي الإلهام للكتاب والناس تتقبل منه ذلك إلا أن هذا هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.. ينبغي أن يتوجه المؤشر إلي القضية وليس النجم.. نجمات التليفزيون عليهن إدراك أن المسلسلات الأهم هذا العام هي «الحارة»، «أهل كايرو»، «الجماعة» كانت تلعب في مساحة درامية أبعد وهي القضية وليس البطل.. المطلوب منهن أن يطبقن في رمضان المقبل هذه النصيحة «انسف مسلسلك القديم»!