ليس من السهل أن تجمع كل هذا الكم من الممثلين في عمل واحد، وإذا حدث فإنه ليس من السهل أن يكونوا جميعا علي القدر نفسه من التميز، لكن سامح عبد العزيز مخرج مسلسل «الحارة» فعلها، وأتي بما يزيد علي ثلاثين ممثلا وأعاد اكتشافهم واحداً تلو الآخر، ونحن أيضا نكتشفهم معه حلقة وراء حلقة، ونستمتع بقصص حقيقية يقدمها لنا مجموعة من الممثلين الذين أدهشونا فعلا، ولم نكن نتوقع منهم كل هذا. في الحلقة الثامنة عشرة مثلا نجد محمد الصاوي في دور فتحي الزوج الفقير العاجز الذي يفاجأ بزوجته ترتدي النقاب وتتسول في الشارع كي لا يعرفها أحد، يراقبها باكيا ثم يعود مهموما إلي المنزل، وهي المشاهد التي قدمها الصاوي بإقناع، وبساطة، وشجن.. قد يكون دور فتحي من أجمل الأدوار التي قدمها محمد الصاوي في حياته، فهو ينجح في كسب التعاطف وفي إثبات تفوقه كممثل لديه خبرة كبيرة، لكنها كانت توظف دوما في غير أماكنها. الحلقة شهدت تألق عدد آخر من الممثلين الذين يظهرون في هذا المسلسل وهم أكثر ثقة ومنهم سليمان عيد، وعلاء مرسي، وفتوح أحمد في دور الأسطي سعيد، حيث يؤدي فتوح أحمد شخصية من أكثر الشخصيات ثراءً بالعمل خصوصا أنه يتحول بشكل تدريجي من الرجل القوي القاسي الظالم الذي لا يعترف بحقوق أحد إلي آخر منكسر وضعيف بسبب انحراف ابنه واتجاهه لتعاطي المخدرات، ورغم أن المسلسل حتي الآن يعتبر واحداً من أفضل الأعمال المعروضة في رمضان، نظرا لاهتمام صناعه بجميع تفاصيله بدءا من الحوار، وحتي ملابس الشخصيات، وتفاصيل الشارع الذي يتحركون فيه، إلا أن هناك نقاطاً يتم التعامل معها باستسهال شديد، ومنها الحديث المتكرر عن تعاطي المخدرات، بل نوعيات الأدوية التي يمكن تناولها وشراؤها من الصيدليات كبديل للعقاقير المخدرة، فقد شهدت الحلقة الحديث عن تفاصيل بعض الأدوية التي يتعاطاها ابن فتوح أحمد بالمسلسل، دون مراعاة إلي أن هناك أطفالا أو شبابا في سن صغيرة يشاهدون العمل، وقد يذهبون للتجريب، وهذه ليست المرة الأولي التي يتم فيها تناول موضوع المخدرات بكل تلك البساطة في المسلسل، فقد سبق وأن تم ذكر اسم أكثر من دواء يمكن استخدامه كمخدر في حلقات سابقة.