مى السيد لم تمر ذكرى ثورة 30 يونيو فى أوروبا هذا العام على جماعة الإخوان الإرهابية، مثل أى ذكرى سابقة، وعلى الرغم من تمكن الثورة المجيدة من فضح ألاعيبهم أمام الشعوب الأوروبية، والضغط عليهم فى عدة دول، إلا أنهم تمكنوا خلال السنوات الماضية من الشتات فى عدة دول أخرى بفضل الفساد السياسى تارة، والأجندات المتشابكة مع الحكومات المتعاقبة تارة أخرى. الاختلاف الشديد الآن، ونحن نحتفل بمرور 11 عامًا على ثورة 30 يونيو، يكمن فى أن جماعة الإخوان الإرهابية تواجه أصعب فترات حياتها مع تصاعد اليمين المتطرف فى أوروبا، واحتمال فوز دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المتوقع انطلاقها فى نوفمبر المقبل. أكد خبراء لأخبار الحوادث بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو؛ أن الحظر النهائى بات مصير جماعة الإخوان فى ظل الصعود المدوى لليمين المتطرف سواء فى البرلمان الأوروبى أو فى الداخل الفرنسى، حيث لم يعد يحظى ماكرون بشعبية كبيرة، كما يقول رولاند لومباردى الباحث السياسى والكاتب الفرنسى المتخصص فى الشرق الأوسط ورئيس تحرير (le Dialogue) ، بسبب موقفه وسجله الكارثى. ولفت إلى أن حتى قاعدته الانتخابية التى لا تزال تدعمه تقلصت من 20 إلى حوالى 15%، وقد رأينا ذلك فى الانتخابات الأوروبية الأخيرة؛ حيث جاءت قائمته فى المركز الثالث، مشيرًا إلى أنه لو كانت الانتخابات التشريعية مختلفة تمامًا، فمن شبه المؤكد أن ماكرون لن يحظى بالأغلبية، وستكون النتيجة الأكثر ترجيحًا إما التعايش مع حزب الجبهة الوطنية أو الجبهة الشعبية لاتحاد اليسار. حرب اهلية وحول وجود خطر على فرنسا فى حال فوز اليمين المتطرف كما تقول وسائل الإعلام فى تقاريرها أكد الباحث السياسي لومباردى؛ أن فرنسا بالفعل فى خطر كبير مع الحكومة الحالية وحتى على حافة الانفجار أو حتى الحرب الأهلية بسبب عدم الكفاءة والسجل الكارثى لماكرون ووزرائه، مشيرًا إلى أنه لا يعتقد أن الأمر سيكون أسوأ مع حكومة اتحاد اليمين وحزب الجبهة الوطنية. وبخصوص وضع جماعة الإخوان والجماعات التابعة لها فى حال فوز اليمين المتطرف، شدد على أنه فى حالة فوز حزب اليمين المتطرف، يجب على هذه الجماعات المتطرفة أن يشعروا بالقلق لأنه الحزب الوحيد الذى يريد حقًا حظرهم نهائيًا، ولكن اليسار المتطرف يبقى معهم فى أجندة مشتركة خاصة بهم وهم يستفيدون من بعضهم البعض فى تطورهم وتأثيرهم. وأكد أن علاقة ترامب بالإخوان المسلمين ليست على ما يرام، فإذا فاز فى الانتخابات المقبلة فسوف يواجه الإخوان المسلمون مشكلات هناك أيضًا، معتقدا أنه ضربة قوية لهم، ومن المحتمل الكبير أن يحظر منظماتهم، لافتًا إلى أنه علاوة على ذلك، كان هذا جزءًا من وعوده التى لم يكن لديه الوقت للوفاء بها، وسيفى بوعده كونه من السياسيين النادرين الذين حافظوا على أغلبية كبيرة من وعودهم الانتخابية، وهذا ما يجعل الأمر كذلك. تنظيم عابر للقارات من جانبها ترى فابيولا بدوى الباحثة المصرية التى تعيش بفرنسا؛ أننا أمام تنظيم عابر للقارات، والإخوان لم يعودوا يحظوا بالدعم على المستوى السياسى فى الغرب، كما كان، مشددة على أنه لو لم يتم التعامل مع الجماعة بالكيفية التى تم التعامل معهم بها، عن طريق التصدى لمحاولات الهيمنة والإرهاب فى مصر والتى انتهت بثورة 30 يونيو، والتي لولاها لأحكم الإخوان، سيطرتهم على بعض البلدان، وكنا سنرى صراع سنى شيعى بسبب وجود إيران فى البعد الإقليمي، وكان سينتشر التشدد في المنطقة كلها مع الوقت، وكانت كلمات مثل عودة الخلافة وانطلاق الخلافة تتردد بصورة كبيرة ومواجهات بين المتشددين وبعضهم. وشددت فابيولا بدوى على أن 30 يونيو لم تنقذ مصر فقط، وإنما أنقذت الشعب المصري وتمسكه بهويته وتعبيره عن نفسه. ومن ناحية أخرى كانت الثورة مهمة جدًا في تغيير عقلية المواطن الغربي، الذي لم يكن في البداية يهتم بأي شخص يقيم على أرضه سوى أنه يحترم قيم الجمهورية، ولكن بعد أن شهدت أوروبا عمليات إرهابية تبنتها الجماعات الإرهابية، بدأ يقرأ ويطالع ليعرف خطورتهم. الإخوان وأوكرانيا وتتابع الباحثة السياسية فابيولا بدوي قائلة: تسببت 30 يوليو في أن يتتبع المواطن الفرنسي والأوروبي تاريخ تلك الجماعات خاصة الإخوان؛ لذا فهم الآن يبحثون عن ملاذ آمن في أوكرانيا مع محاولة دعمها بالسلاح والأموال والتبرعات من خلال منظمات تابعة لهم باسم الإغاثة الإنسانية. ولكن لا يشاركون في العمليات القتالية، وهو ما يجب أن يتم الإنتباه إليه؛ حيث تمكنوا في وقت قصير من جمع الملايين من خلال التبرعات والمساعدة وهو ما ينعكس على مستقبل الوجود الإخواني في البلاد ومنطقة شرق أوكرانيا تحديدًا، بعد أن تنتهي الحرب، خصوصا أن هناك منظمات بعينها تابعة لهم أصبحت تحظى بدعم وإشادة من السلطات الرسمية. ومن المتوقع عقب انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية واستقرار الأوضاع في أوكرانيا وعودة الحياة بشكل طبيعي، ستجدهم متواجدين لإعادة البناء والمساهمة فى الإغاثات ومساعدة عودة اللاجئين الأوكرانيين، وهو الأمر الذي ستحاول من خلاله النفاذ إلى أوروبا مرة أخرى، خاصة مع التعاون الأوكرانى الرسمى المتراخى جدًا مع جماعة الإخوان. لكن بعد الاستقرار فى النهاية هل سترضى الحكومات الغربية أى أوروبا الغربية عن أن تكون شرق أوروبا وخصوصا أوكرانيا ملاذ لهم بالتأكيد لا، وليس معنى هذا كما تقول فابيولا بدوى أن تتمكن الجماعة من تحقيق أحلامها في أوكرانيا، لأن هذا يخضع لمعايير كثيرة جدا وهذا يخضع للعلاقات بين أوكرانيا وبين أوروبا الغربية التى هى قوية بالفعل وبالتالى بعد هدوء الأوضاع وبعد فترة قصيرة من الإستقرار أن يكون هناك نوع مختلف جدا من التعامل مع جماعة الإخوان فى أوكرانيا. وحول تأثير فوز ترامب على الحرب في أوكرانيا، في ظل تقارب وجهات النظر بينه وبين بوتين أكد لامباردى؛ أنه إذا انتخب ترامب ستتوقف الحرب خلال 24 ساعة، ولا أعتقد أنه يخادع، مشيرًا إلى أن ترامب الذي لا يحب زيلينسكي ولا يهتم بأوكرانيا، سيجبر الرئيس الأوكراني على التفاوض مع بوتين. وأشار الخبير الفرنسي إلى أنه بالنسبة لترامب، وهو على حق، فإن الخطر الحقيقي على الولاياتالمتحدة هي الصين، وليس روسيا، بل يجب عليه أن يتبع نصيحة كيسنجر الذي قال يوما: إنه يجب علينا دائمًا فصل موسكو عن بكين ولهذا السبب، حتى لو بدا أن الوقت قد فات، فإن ترامب سوف يرغب في تطبيع علاقاته مع بوتين، على وجه التحديد بهدف مواجهة محتملة في المستقبل مع الصين. اقرأ أيضا : حكم الإعدام فى قضية شكرى بلعيد.. بداية النهاية لإخوان تونس