افتتح المخرج وائل رمضان الحلقة الثامنة من مسلسل «كليوباترا» بمشهد غريب جدا وهو مشهد دخول الأفعي علي الأميرة كليوباترا -كانت لسه أميرة وقتها- غرفتها بينما كانت الأميرة رايحة جاية في الغرفة، ثم جلست علي السرير ما بتعملش أي حاجة، وكأنها في انتظار الأفعي. تسللت الأفعي بهدوء شديد إلي داخل الغرفة فلمحتها كليوباترا بطرف عينيها ثم انتفضت لرؤيتها، والتفتت لها بجسدها، وظلت تنظر للأفعي وهي تتسلل إلي داخل الغرفة، ملامح الانفعال بدت واضحة علي وجه سلاف «كليوباترا» بمجرد رؤيتها للأفعي، لكنها لم تتحرك من مكانها، ربما من كثرة الخوف وربما كانت تفكر في طريقة تتخلص بها منها بحكمة دون انفعال. 90 ثانية «بحالها» مرت من أحداث المسلسل وسلاف قاعدة علي السرير لا تفعل شيئا في حياتها سوي النظر للأفعي وبعد مرور دقيقة من المشهد أطلقت سلاف صرخة مدوية علي اعتبار أنها لسه شايفاها حالا! وعلي اعتبار إنها كل ده كانت تنظر للباب الذي دخلت منه الأفعي لكنها لم ترها شخصيا! بعد صرخة الأميرة بدقيقة ونصف الدقيقة أخري تقريبا وصل الموجودون في القصر لإنقاذ الأميرة مبررين تأخرهم بتعرضهم لخدعة تسببت في تعطيلهم، فكان تأخرهم فرصة للأميرة عشان تتصاحب علي الحية وتحملها علي كتفها باحتراف شديد وبيد محترف مدرب علي حمل الثعابين، بل وتداعبها بين يديها وكأنها بتلاعب كلب لولو وليس أفعي سامة! ولا نعرف من أين أتت سلاف فواخرجي بهذه المعلومات عن «كليوباترا»، فهذه المشاهد تصلح لمسلسل يجسد قصة حياة مدربة السيرك الشهيرة محاسن الحلو وليست كليوباترا! عندما تمر 90 دقيقة كاملة من أحداث مسلسل في مشهد بلا أي معني في الحياة، فهذا دليل قوي علي المط والتطويل الذي يسيطر علي أحداث المسلسل منذ بداية أحداثه، فالبحث عن حدث في حلقة من مسلسل «كليوباترا» أشبه بالبحث عن إبرة في كوم قش. ناهيك عن السذاجة في تناول الأحداث نفسها.. مثلا مشهد اكتشاف المسئول عن حادث الأفعي، هذا المشهد حمل من السذاجة ما يكفي ل«فصل» المشاهد تماما عن الحلقة كلها. الأميرة تسير ببطء قاتل وملل لا معني له، وهي تنظر للرعايا الواقفين في طابور طويل علي أساس إنها كده هتعرف مين اللي دخّل الأفعي لقصرها، وفجأة تبدأ إحدي الفتيات الواقفات في الارتعاش و«اللجلجة» بتاعة زمان علي طريقة: «م م م مولاتي» فتسألها الأميرة: ما بالك؟» ما الخطب؟ تكلمي فتعترف «ريفينا» بكل شيء قائلة: «فلتعاقبني الآلهة علي ما فعلت وإن كان بك ضرر، فليصيبني أنا أولا»، فتتأكد الأميرة بسؤالها مرة أخري: «أنت من جلب الأفعي إلي داخل القصر؟ فترد الفتاة بتلعثم: «أ أ أ أجل» وينتهي المشهد بنزول العقاب علي الفتاة بتقطيعها لألف قطعة! سلاف فواخرجي تسيطر علي الحلقات بظهور دائم ومستديم لكن بلا روح، فانفعالاتها بالمواقف متشابهة إلي حد كبير، بأداء أقل بكثير من ذلك الذي قدمته في مسلسل «أسمهان» وهي مسئولية يتحمل جزء كبير منها المخرج وائل رمضان. بينما يظهر فتحي عبد الوهاب في مشاهد متقطعة علي مدار الحلقة لكنها مشاهد مميزة، «فتحي»استطاع أن يرسم شخصية اللص «كاري» بشكل عفوي وبسيط دون تكلف، فاستغل أنها شخصية من وحي خيال المؤلف ولا وجود لها في التاريخ، وأطلق لخياله العنان في رسم ملامحها سواء علي مستوي الشكل أو الأداء. بينما يقدم يوسف شعبان دور بطليموس والد كليوباترا بأداء مسرحي زاعق مبالغ فيه ويضحك ضحكات شريرة متقطعة أقرب لأفلام الكارتون منها لمسلسل يتناول السيرة الذاتية لواحدة من أهم ملكات التاريخ.