أصابت لعنة الفراعنة المسلسل التاريخى «كليوباترا» الذى يعرض حاليا للنجمة سولاف فواخرجى ومن إخراج وائل رمضان. فالمسلسل لم يحقق النجاح المنتظر والذى حققته سولاف فى مسلسل «أسمهان» حيث جاءت الأحداث مملة بها كثير من المط والتطويل فقد افتقدت «كليوباترا» للسحر الفرعونى. فعلى الرغم من أن القصة الحقيقية لكليوباترا بها الكثير من الغموض والتشويق، فقد حكمت كليوباترا مصر وهى فى الثامنة عشرة من عمرها ولمدة 20 عاما ووقعت فى غرام أكبر القادة وانتحرت حتى لا تقع أسيرة للرومان، إلا أن تجسيد دورها دراميا جاء صدمة للمشاهد الذى كان ينتظر السحر والأنوثة والغموض بسبب البطء فى الأحداث واختلاق شخصيات لا أصل لها فى الحقيقة للتطويل فقط. كشخصية اللص كارى والتى جسدها الممثل فتحى عبدالوهاب فهى شخصية دخيلة لا علاقة لها بالأحداث، حيث اختلق لها المؤلف قمر الزمان علوش أحداثا لم تثر العمل الفنى، وتضعف من قدر الملكة كليوباترا، فلا يعقل أن تقع فى حب لص وهى المعروفة بذكائها الشديد، فكليوباترا كانت تحب من أجل استمرار قوتها وهذا ظهر فى علاقتها بكل من يوليوس قيصر ثم ماركوس أنطونيوس بل إنها حاولت أن تستميل غريمه أوكتافيوس وعندما فشلت انتحرت. أما التطويل فيظهر فى عدة مشاهد منها موت والدها الملك بطليموس والذى يجسد دوره الفنان يوسف شعبان الذى مات على مشهدين ومشهد لكليوباترا مع الأفعى استمر لدقائق على الشاشة وكأنها حاوى، بالإضافة إلى تشتيت انتباه المشاهد من خلال قصص أخرى بخلاف الشخصيات الرئيسية فى العمل. الملابس المستخدمة تختلف كثيرا عما نراه على جدران معابدنا العريقة وداخل المقابر الفرعونية والتى تزخر بالحلى والمجوهرات. الإنتاج ضعيف فالديكورات تفتقد لفخامة وروعة المبانى التى كان يشيدها الفراعنة وكان الأفضل تصوير المشاهد فى أماكنها الحقيقية التى تظهر روعة الحضارة العريقة وليست مجرد حجارة بدون نقوش كالتى ظهرت فى المسلسل، الذى يمثل حقبة مهمة فى الحياة المصرية الفرعونية التى امتزجت بالحياة اليونانية فى مصر خلال عصر البطالمة.