حتي الآن فتحي عبد الوهاب هو الأكثر تميزاً بين أبطال مسلسل «كليوباترا»، وذلك من خلال دور «كاري»، وهو لص محترف، لكنه يمتلك بعضاً من القيم التي ربما تتناقض مع كونه لصاً منها مثلا أنه يسرق، لكنه أبداً لايخون.. يعيش كاري حياة جاذبة، لعدم ارتباطها بأرض، أو التزامها بقيود، لذا فهو دوما محط إعجاب أي فتاة يقابلها، ومنهن بالطبع «كليوباترا» التي مازالت أميرة.. اللص كاري الذي يعيش في الشارع مفترشاً الأرض نجح تماماً من خلال أدائه في أن يسرق الأضواء من الملك الأكبر «بطليموس الثاني عشر» والد كليوباترا، وهي الشخصية التي يؤديها يوسف شعبان الذي قدم أداء محزنا في أكثر من مشهد في الحلقة الرابعة من العمل، منها المشهد الذي كان يتناقش فيه مع رجاله حول أمر سرقة سوق البلدة، وهو المشهد الذي أداه بترهل شديد، وبدلا من أن يظهر فيه قويا متحدثا بشموخ كما يليق بملك، كان يتكلم وكأن لديه ثقلا في اللسان، وينطق اللغة العربية الفصحي بطريقة غريبة.. أيضا المشهد الذي قتل فيه الجارية لم يكن أفضل حالا، باختصار يوسف شعبان يؤدي الدور باستهتار شديد، وغير قادر علي إقناعنا بأحقيته في الملكية.. الحلقة شهدت أيضا مشهدا طويلا جدا لكليوباترا وهي في المعبد، والكاهن يلقنها. المشهد استمر عشر دقائق كاملة، فيما تكفلت الموسيقي التصويرية التي وضعها طاهر ماملي بنزع السحر عن القصة، كذلك لم يعتن المخرج وائل رمضان بمشاهد الرقص في القصر، لأنها كانت طويلة بلا سبب، وزوايا التصوير أخرجت اللقطات بصورة باهتة، ولم تشعر المشاهد بأي متعة، وائل رمضان استفاد من التصوير في سوريا عندما عرض لنا مساحات شاسعة من اللون الأخضر، لكن هذا لا يمنع أن المشاهد التي دارت أحداثها في حديقة القصر كانت عبارة عن استعراض بلا رؤية للحدائق الغنّاء دون أي تميز في الكادرات.. هناك مشكلة أيضاً تصاحب تحريك المجاميع في هذا العمل، حيث تظهر فقيرة جداً، ولا تتوافق مع القوة المعروفة التي يتسم بها جيش بطليموس.