يبدو أن الأحداث التي سبقت وواكبت وأعقبت مباراة ذهاب دوري الأبطال الإفريقي بين الأهلي وشبيبة القبائل في الجزائر قد تعيد العلاقات المتوترة بين القاهرةوالجزائر إلي المربع صفر، لاسيما بعد اعتداء الأمن الجزائري علي عدد من لاعبي الأهلي، وبقاء الفريق محتجزاً حتي الثالثة صباحاً داخل الاستاد، ورشق أتوبيس بعثة الأهلي بالحجارة قبل وبعد المباراة، وهي الأحداث التي أعادت إلي الأذهان ذكريات مباراة أم درمان الشهيرة بين المنتخب المصري والمنتخب الجزائري، وإذا كان الحديث الآن في عدد من المنتديات والمواقع الرياضية المصرية حول رد (واجب الضيافة الجزائري) في مباراة العودة بالقاهرة بعد أقل من أسبوعين، فإن ما يتناساه هؤلاء هو أن فريق النادي الإسماعيلي سيلعب مباراته الأخيرة مع شبيبة القبائل في معق الكناري، وعلي نفس الاستاد، لتتوتر الأجواء أكثر وأكثر ويصبح القلق هو العملة الرسمية المتداولة في الأوساط الرياضية المصرية والجزائرية علي حد سواء. وسط كل هذا دعونا نطرح السؤال الذي نثق في أنه سيتحول لمطلب جماهيري خلال الأيام القليلة القادمة، وهو: لماذا لا يرأس علاء مبارك بعثة الإسماعيلي المتجهة إلي الجزائر، خاصة وأن علاء المعروف بانتمائه الكروي للنادي الإسماعيلي وشعبيته الجارفة في أوساط كرة القدم المصرية بعد تصريحاته النارية خلال أزمة مباراة مصر والجزائر السابقة يحظي بثقة كبيرة من جماهير النادي الإسماعيلي، لدرجة أن عدداً من العلماء ببواطن الأمور قالوا إن رئاسة النادي الفعلية والشرفية علي حد سواء عرضت علي علاء قبل سنوات وهو ما اعتذر عنه بلباقة لأسباب لم يعلنها، وإن أعلن عن دعمه الدائم للنادي الإسماعيلي. رئاسة علاء مبارك لبعثة الإسماعيلي في الجزائر قد تأتي بعد الضغط عليه وحمله علي الموافقة علي الرئاسة الشرفية للنادي خاصة وسط الأجواء الملتهبة قبل مباراة الإسماعيلي مع شبيبة القبائل، وهو اللقاء الذي قد يحدث فيه ما لا يحمد عقباه، وقد يمثل وجود ابن الرئيس المصري بما له من شعبية جارفة، إيجابية أو سلبية، في مصر أو في الجزائر علي حد سواء فرصة طيبة لحماية الفريق المصري من جهة وتلطيف الأجواء بين مصر والجزائر من جهة أخري، وقد يمثل نفس الأمر في حالة حدوثه ضرباً تحت الحزام من علاء مبارك الذي قد يستخدم ثقله السياسي كونه ابن رئيس الدولة في مصر للحد من أي اعتداءات قد تحدث ضد الفريق الذي يرأس بعثته شخصياً. البعض قد يعترض مؤكداً أن تواجد علاء، بل ومعه جمال مبارك نفسه وغيرهما من الساسة وأعضاء مجلس الشعب المصريين لم ينقذ العديد من المصريين من اعتداءات أم درمان، بل أن الأنباء الواردة والتي تكتم الجميع عليها تفيد بتعرض سيارة علاء وجمال مبارك نفسها لرشق بالحجارة في السودان بعد مباراة مصر والجزائر الشهيرة، لكن الأمر سيختلف كلية في حالة وجود علاء بصفة رسمية وعلي أرض الجزائر نفسها كرئيس لبعثة الفريق الضيف، وهو ما سيستلزم حتماً تدابير أمنية حقيقية وليست واهية كالتي حدثت في مباراة الأهلي الأخيرة والتي لم تمنع خلالها المدرعات وطائرات الهليكوبتر من رشق أتوبيس الأهلي بالحجارة قبل وبعد المباراة. بعض الأصوات داخل الشارع المصري وعلي مقاهي وكوفي شوب الوطن اقترحوا كذلك علي الإسماعيلي أن يلعب مع الشبيبة في الجزائر بنفس طريقة لعبهم مع مصر خارج المباراة عن طريق اصطحاب مراقبين من الاتحاد الأفريقي داخل أتوبيسات الفريق في تحركاته المختلفة قبيل وبعد المباراة لرصد المخالفات بأنفسهم، ووصل الأمر عند البعض لاقتراح أن تكون تحركات بعثة الإسماعيلي في الجزائر بالهليكوبتر التي تقلهم من مقر الإقامة إلي ملعب التدريب والاستاد والمباراة والعكس، وهو ما قد يستحيل فعله إلا أنه لا يستحيل طلبه في ظل تلك الأجواء الغريبة. وعلمت الدستور أن هناك نية فعلاً لدي علاء مبارك لحضور مباراة العودة بين الأهلي وشبيبة القبائل علي ملعب استاد القاهرة بعد أقل من أسبوعين، وأنه يدرس أن يحضر كمشجع، وأن يجلس وسط الجماهير بعيداً عن المقصورة كنوع من الدعم للنادي الأهلي، لكن سيظل السؤال قائماً وبقوة بعد هذه المباراة وسنعيد طرحه من جديد مؤكدين أن الناس ستطلب ذلك فعلاً خلال الأيام القادمة وهو: هل يرأس علاء مبارك بعثة الإسماعيلي في مباراة العودة في الجزائر؟