تحت حرارة الشمس الشديدة وعلي الطرق السريعة ليقوم بأداء عمله في جمع القمامة وتنظيف شوارع المدينة، لم يجد عاطف لمواجهة حرارة الشمس والعمل في تنظيف شوارع المدن الجديدة سوي زي برتقالي يشير إلي كونه «طفل النظافة» كمصطلح بديل عن «عامل النظافة» و«مقشة» يمتد طولها ليصل ضعف طول عاطف، وهو ما يجعله يمسكها من المنتصف ليبدأ عمله الذي يتقاضي عليه 12 جنيهاً في اليوم. لم يهب عاطف من مشرفه الذي يسميه «المعلم» ليؤكد له رغبته في عدم المجيء مرة ثانية بعد أن قضي 15 يوماً من العمل شعر خلالها أنه يقوم بأعمال أضعاف قدراته كطفل لم يبلغ الثانية عشرة من عمره، ويعبر عن خوفه قائلا: «مش عايز أموت زي صاحبي»في إشارة لحادثه تعرض له أحد أصدقائه من محافظة الشرقية أثناء عودتهم عقب انتهاء العمل إلي منزلهم في الشرقية من خلال استقلال عربة نصف نقل، وأثناء السفر اختل توازن صديق عاطف وسقط من فوق النص نقل وتوفي علي الفور وقبل أن ينهي عاطف قصة صديقهم المتوفي قاطعه السيد عبدالمنعم 15 سنة يعمل في نظافة المدينة كذلك قائلا:« ده وقع غصب عنه يوم الجمعة اللي فاتت ورغم كده الشركة ما عملتشي أي حاجة لغاية دلوقتي»، وأكد الطفل عبدالمنعم أن نقلهم إلي منازلهم عبر عربات النص نقل قد يعرض الأطفال لحوادث كثيرة، خاصة أن هناك ما يزيد علي 5 عربات تنقل حوالي 95 طفلاً يومياً. وأوضح محمود أكبر الأطفال سناً أن المشرف يوزع الأطفال علي المناطق المختلفة من مدينة العبور ومنها الشباب والمنطقة الصناعية والكافورة، وقال: إنهم يعانون بجانب حرارة الشمس والتعرض المباشر للأتربة علي مدار 8 ساعات يتعرضون كذلك لمعاملة سيئة، كما يذكر الطفل محمود من أهالي المدينة، حيث يقومون بتوجيه الشتائم لهم حتي يقوموا بإزالة القمامة من أمام منازلهم. والسؤال الذي يطرحه الكثير من المارة من أتي بهؤلاء الأطفال لجمع القمامة من علي الطرق السريعة وشوارع المدن الجديدة ولمصلحة من؟ يقول رضا.أ - رفض ذكر اسمه كاملاً - ويعمل مشرف علي مجموعة من أطفال القمامة في أحد أحياء المدينة إن شركات النظافة تستعين بموردين للعمالة والذين يقومون بالاستعانة بالأطفال من محافظات مصر المختلفة لوجودهم بكثرة وقلة أجورهم. ويؤكد رضا أن الأطفال غير مؤمن عليهم ويعملون دون عقود ويتقاضي الطفل منهم 360 جنيها شهرياً أي حوالي 12 جنيهاً في حالة إصابة أحدهم «مالوش دية». ورفض بعض مسئولي شركات النظافة التحدث ل «الدستور» حول عمل الأطفال بالشركة في تنظيف شوارع المدينة والطرق السريعة بها وتعرضهم للحوادث أمام الجميع في الوقت الذي، قال فيه أحد مسئولي جهاز مدينة العبور - رفض ذكر اسمه - «إحنا مش عاجبنا الوضع ده وبنحاول نغير الأطفال بعاملين آخرين لكن بالتدريج»، وأوضح أنه يتم ذلك استقطاب الأطفال من خلال استعانة الشركات بموردين للعمالة يقومون بالاستعانة بأطفال المحافظات علي الرغم من توقيع شركات النظافة علي إقرارات بالتعهد وبعدم الاستعانة بعمالة أقل من السن المحددة قانوناً. وأوضح المصدر أن الشركة ترد علي هذه المخالفة قائلة: العمال الكبار بياخدوا وقت عشان كده بناخد الصغيرين» ويوجد حوالي 450 عاملاً في خمس شركات للنظافة في مدينة العبور وأصبحت عمالة الأطفال النسبة الأكبر منهم، ويؤكد أن شركات النظافة في المدن الجديدة منها الرحاب والشروق تستعين بالأطفال كذلك في نظافة هذه المدن، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الأسرة والسكان رفضها التام لاستغلال الأطفال في تنظيف شوارع المدن الجديدة والتصدي لها من خلال اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المتسبيين في تشغيل الأطفال كعمال نظافة وجامعي قمامة لمدة تزيد علي 12 ساعة.