الإحباط والخوف واليأس خلقوا وهمًا لدي الناس بأن شخصًا واحدًا قادر علي الإصلاح صورة قالت قناة «سي إن إن» في تقرير نشرته أمس علي موقعها الإلكتروني إن ظهور الدكتور محمد البرادعي علي الساحة السياسية المصرية خلق حياة سياسية جديدة في بلد يعيش تحت حكم الفرد منذ عصر الأهرامات. وتابعت القناة الإخبارية الأمريكية بالقول إن كثيرًا من المصريين ينظرون إلي الدكتور محمد البرادعي علي أنه الرجل الذي سيحول أكبر دولة عربية إلي حقبة جديدة من الديمقراطية بعد الحكم السلطوي لنظام الرئيس محمد حسني مبارك الذي دام لثلاثة عقود. وينقل التقرير عن الدكتور البرادعي قوله إنه لم يقل إنه جاء ليتولي الحكم، ولكنه جاء ليمد يد المساعدة، ثم تحول الأمر بعد ذلك إلي مطالبته بالترشح للرئاسة، وهو ما رحب به إذا كان في ظل ضمانات تتعلق بنزاهة الانتخابات. وأضاف التقرير أنه بالرغم من عدم قيام البرادعي بتأسيس حزب سياسي، فإن مئات المصريين انضموا إليه وأيدوه في مطالبه لتحقيق الديمقراطية، يقول البرادعي ل«سي إن إن»: أنا لست مستعداً لمنح النظام الشيء الوحيد الذي يفتقده، وهو الشرعية، فهم يودون لو أني ترشحت ثم أحصل علي 30 أو 40 % ليقوموا بتهنئتي بعدها ويتمنون لي حظاً وافراً في المرة القادمة». ولفتت الشبكة إلي أن قائمة خصوم البرادعي رفيعي المستوي تضم أيضًا الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش. مشيرة إلي أن البرادعي كان في خضم الجدل المثار حول حيازة العراق أسلحة الدمار الشامل عندما شكك في نوايا بوش لغزو العراق. علي الرغم من أن هذا الجدل انتهي بالغزو في عام 2002 . وقال البرادعي «كنا علي علم بأن العراق في ذلك الوقت لم تملك أسلحة نووية، كان علينا أن نبحث فيما إذا كانوا أعادوا تأسيس برنامجهم، لم يكن لدينا أي دلائل حول ما إذا كانوا فعلوا ذلك، وهو ما أوضحته. لكن البعض في إدارة بوش لم يعجبهم ما قلت. وكما نعرف الآن فإنهم في لندن والولايات المتحدة كانت لديهم أجندة خفية وهي تغيير نظام الحكم في العراق». وقالت الشبكة إن البرادعي تقاعد من منصبه كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في نهاية العام الماضي، آملا في العيش حياة هادئة بعد التقاعد، لكن الكثير من المصريين كان لديهم رؤية أخري لما يمكن أن يقدمه الرجل لهم. وأوضحت الشبكة أن المصريين لديهم أمل في أن يصلح البرادعي النظام السياسي القائم منذ 30 عامًا. وقال البرادعي إن «مستوي الإحباط والخوف واليأس خلق وهمًا لدي الناس بأن شخصًا واحدًا قادر علي الإصلاح. وهذه مشكلة كبيرة حقًا أواجهها هنا في أن أحملهم علي فهم أن بإمكانهم التنظيم علي طريقة القواعد الشعبية». وتابع البرادعي «ينبغي أن يتعلموا ما حدث في أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية؛ وتولي مسئولية حياتهم، فهذه هي الرسالة الأساسية التي أريد نقلها إلي الشعب». وردًا علي سؤال عما إذا كانت مصر في حاجة إلي زعيم يكون علي استعداد لاستخدام القسوة، أكد البرادعي أن «هذا بالضبط هو ما أرغب في تغييره..لتغيير نظام قائم علي فرعون إلي نظام يقوم علي مؤسسات». وتابع البرادعي «الناس لم تكن تشعر بالراحة مع هذه اللغة..الناس ترغب في النظر إليَّ كأني فرعون جديد ولكن هذا ليس ما أنا مقبل عليه».