اهتمت الصحف المصرية والعربية والمواقع الإلكترونية اليوم بالحديث الذي أدلى به الدكتور محمد البرادعي لشبكة سي إن إن الأمريكية، والذي أكد فيه على أنه لا يريد أن يكون "فرعونا جديدا"، وأنه يريد تغيرر النظام في مصر ليكون "نظام مؤسسات" وليس نظام أفراد. فقد أبرزت صحيفة القبس الكويتية تصريحات البرادعي التي قال فيها إن الشعب المصري يريد منه أن يتسلم القيادة وإنه قد وافق على ذلك على أن يعمل من أجل بناء نظام قائم على المؤسسات، شرط إجراء انتخابات رئاسية متكافئة. وأضاف المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية: "لم أقل لهم (المصريون) إنني قادم كي أقود.. لقد جئت لتقديم المساعدة.. لكن اتضح أنهم يريدون مني أن أقود.. قلت لهم إنني على استعداد للقيادة ولن أخذلهم، بشرط أن أحظى بدعم الناس وعونهم". لن أمنح النظام المصري الشرعية التي يفتقدها من جانبها نقلت صحيفة الراية القطرية عن البرادعي قوله لشبكة سي إن إن: "أنا مستعد للذهاب إلى أبعد مدى يمكن الوصول له، في حال تأكد أن الانتخابات الرئاسية في مصر ستكون حرة ونزيهة"، وأضاف: "لن أعطي النظام الشيء الوحيد الذي يفتقر له، وهو الشرعية". وقال البرادعي: "لن أرشح نفسي وأحصل على 30 أو 40 % من الأصوات، ثم يصافحونني ويقولون لي حظاً أوفر في المرة المقبلة، سأرشح نفسي فقط عندما يكون هناك فرص متكافئة وأراد مني الشعب أن أقوم بذلك". وأضاف: "لقد خلق مستوى الإحباط والخوف واليأس عند الناس وهما بأن شخصا واحدا يمكن أن يحقق كل التغيير. هذه هي حقا المشكلة الرئيسية التي تواجهني هنا، أن أجعلهم يفهمون أن علينا أن ننظم أنفسنا بشكل جذري، مثلما حصل في أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية." وكانت السي إن إن قد قدمت لحوارها مع البرادعي بقولها: "لا شك أن وصول محمد البرادعي إلى مصر، بث حالة من الارتباك في المشهد السياسي، في بلد الاستبداد فيه قديم قدم الأهرامات الفرعونية نفسها، ويتطلع كثير من المصريين إلى الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، باعتباره الرجل الذي سيحول أكبر أمة في العالم العربي، إلى عهد جديد من الديمقراطية، بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من حكم حسني مبارك". سي إن إن: جورج بوش واحد من خصوم البرادعي وتقول الشبكة الإخبارية الأمريكية: "البرادعي، المولود بالقاهرة، بدأ العمل في السلك الدبلوماسي في مصر في وقت مبكر من عقد الستينيات، وفي عام 1980 التحق بالأمم المتحدة، ليصبح في عام 1997 رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويدخل في مجاذبات مع بعض أكثر الأنظمة استبدادا مثل نظام صدام آنذاك، وإيران وكوريا الشمالية. وقائمة خصوم البرادعي أيضا فيها شخصيات رفيعة المستوى، مثل الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، فعندما دار الجدل حول العراق في عام 2002، كان البرادعي في مركز الأزمة عندما تساءل عن إصرار إدارة بوش على أن صدام كان يطور أسلحة دمار شامل". ويقول البرادعي "كنا نعرف أن العراق في ذلك الوقت لم يكن لديه أسلحة نووية، وكان علينا معرفة ما إذا كانوا أعادوا تشكيل برنامجهم أم لا، ولم يكن لدينا ذرة من دليل على أنهم فعلوا ذلك، لقد قلت هذا مرارا." وأضاف يقول "بعض الناس في إدارة الرئيس جورج بوش لم يحبوا سماع ذلك، وكما نحن الآن نعرف ففي كل من لندن والولايات المتحدة كان لديهم أجندة خفية، وهي تغيير النظام."