دلوقت احنا بنبدأ سنة جديدة أنا عادة ببقي ناوي كل أول سنة أكون متفائلاً وعاملاً علي أن تكون السنة الجديدة أحسن من سابقتها الكبيسة، واللي دايما بتبقي مليانة مصايب ومشاكل وبلاوي للأسف برضه كل سنة كانت تأتي الرياح لا ما لا تشتهيه السفن والمراكب والفلايك والعايمين علي وش المية، رغم أنني والله العظيم ببقي باذل مجهود مضني في بداية كل عام باحثاً عن أي بارقة أمل آخدها معايا السنة الجديدة وأعظمها وأضخمها أتعكز عليها، وللأسف كل سنة كانت سرعان ما تنطفئ هذه البارقة وتتحول السنة إلي سنة سوخة لا تسر عدو ولا حبيب، لذلك وأملا في أن تكون 2010 سنة سعيدة وإيجابية وتحمل معها أي تنتوفة تفاؤل قررت أن أغير نيتي بالتفاؤل وأن أستعبط واعمل متشائم يمكن الحظ يتغير، والوضع يختلف والسنة تبقي لطيفة مادام كل سنة نية التفاؤل كانت بتجيب جاز، الحقيقة إنه مفيش أسهل من كده الواحد السنة دي مابذلش أي مجهود لأن مفيش اكتر من الأسباب التي تدعو إلي التشاؤم علي كل الأصعدة ونحن علي مشارف العام الجديد، تشاؤم علي الأصعدة الاجتماعية والثقافية والمادية والتعليمية والصحية والعقائدية والعامة والشخصية وخد عندك.. إنفلونزا الخنازير، وتطعيم مشكوك فيه، وهزيمة رياضية مصحوبة بهزيمة أكبر وهي هزيمة الكرامة وانهيار لكل معاني القومية العربية، وانعدام وعي عام بكل معني في الحياة كبيراً كان أم صغيراً ورقابة داخلية وخارجية كفيلة بقتل كل معاني القتل والإبداع، وهلال مش عارف يحيا مع الصليب، وجدار عازل بين كل معني من معاني الإنسانية وأزمة اقتصادية عالية كنا روادا فيها بلا منازع، وانهيار تام للثقة بين الناس اللي فوق والناس اللي تحت وتلاشي الناس اللي في النص، وفساد علي جميع الأصعدة وابتكار سريع التطور في جميع أنواع الجرائم، ولا أي حد بقي قادر يفهّم أي حاجة لأي حد، ولا أي حد بقي عايز يفهم أي حاجة من أي حد وفرق مئات السنوات الضوئية بينا وبين غيرنا شبه الفرق بين «افاتار» و«البيه ومانسي» كده، وغيره وغيره وغيره بس خير.. مين عارف يمكن تكون كل دي بوادر انفراجة بعد إن ضاقت واستحكمت حلقاتها آخر حاجة. علي العموم آدي الواحد أهو مع نهاية 2009 وبداية 2010 في قمة التشاؤم والاكتئاب والكراهية للعيشة واللي عايشينها، ومش شايف أي نقطة ضوء، وأديني أهو علي عكس كل السنين اللي فاتت داخل علي 2010 علي أساس أنها بعد الشر سنة مطينة بطين، لكن كلي أمل أن يخيب ظني كما كان يخيب في كل الأعوام المنصرمة «وكل عام واحنا وانتم متشائمين».