طالب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بالكشف عن الجواسيس الكبار في قطاع الاتصالات اللبناني الذين اتهمهم بالتجسس لصالح إسرائيل، فيما أشارت تقارير إعلامية لبنانية إلي أن لبنان ربما تتعرض لأخطر عملية تجسس لصالح إسرائيل طالت أجهزة الدولة الحكومية. ووجه نصرالله، أقسي رسالة إلي المحكمة الدولية المعنية بالنظر في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، بالتزامن مع الحديث عن قرب إصدارها قرار اتهام قد يشمل عناصر من الحزب، واعتبر أن المحاكمة تأتي في سياق «المؤامرة الإسرائيلية». وذكر نصر الله أن حزبه أعد ملفاً كاملاً عن المحكمة سيعرضه قريباً. واعتبر أن قطاع الاتصالات الذي قد تشكل بياناته ركناً أساسياً في الأدلة المقدمة في القضية «خاضع للسيطرة الإسرائيلية،» بعد القبض علي عملاء للموساد في شركات ناشطة فيه. في الوقت نفسه أوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية شخصاً ثالثاً يعمل في قطاع الاتصالات للاشتباه في تجسسه لصالح إسرائيل. وقال مصدر مطلع علي التحقيقات الجارية حول شبكة تجسس لصالح إسرائيل: «تم الليلة الماضية توقيف موظف سابق في قطاع الاتصالات يشتبه في تعامله مع إسرائيل». ولم يؤكد المصدر أو ينفي ما إذا كان الموقوف علي علاقة بالموظفين الاثنين في شركة «ألفا» للهاتف المحمول الملوكة للدولة والموقوفين للاشتباه في تعاملهما مع إسرائيل، كما لم يعط أي معلومات عما إذا كان الموظف السابق عمل في الشركة نفسها. وقالت صحيفة السفير اللبنانية اليوم عن وزير الاتصالات اللبناني شربل نحاس قوله إن لبنان «قد تكون أمام أخطر عملية تجسس لصالح العدو الإسرائيلي». وأضاف «تم اتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير علي صعيد حماية شبكة الاتصالات اللبنانية من الخرق الذي حصل فيها، وبينها قطع شبكات الاتصال الخارجي بما يحول دون الدخول إلي الأنظمة من الخارج، وتبديل الرموز علي نطاق واسع». من جانبه طالب الأمين العام لحزب الله بتنفيذ أحكام الإعدام الصادرة علي عملاء «إسرائيل» بأسرع وقت ممكن. وحذر نصر الله، في خطاب ألقاه بمناسبة يوم الجريح المقاوم أمس، من أنّ عدد العملاء والجواسيس تضاعف بشكل خطير في السنوات الماضية. ودعا نصر الله إلي النبش عمن وصفهم بجواسيس كبار، لكنه لم يذكر اسم أي منهم. وفي موضوع الاتصالات والعملاء الذين تم اكتشافهم في شركة «ألفا»، قال نصر الله: «هناك سيطرة إسرائيلية كاملة علي كل شيء اسمه اتصالات في البلد، الخلوي والشبكات المدنية واللاسلكي والإنترنت». ونبه اللبنانيين «الذي يتكلمون كثيراً علي الهواتف أن البلد مكشوف والإسرائيلي يسمع وبناء علي ما يسمع يحدد ويحصل علي الكثير من المعلومات والمعطيات من خلال سيطرته علي الاتصالات». وتابع: «هذه السيطرة ليست جديدة بل قديمة والدليل العملاء الذي كشفوا والذين يعملون مع إسرائيل منذ عام 1996، بمعني أنه عندما ذهب الإسرائيلي إلي الحرب عام 2006 وهو كان يحضر لهذه الحرب كان يعتبر أن كل شيء اسمه اتصالات تحت سيطرته». وقال إن «هناك دوراً إضافياً قام به الكثير من العملاء الذين انكشفوا وما زالوا، إضافة إلي الذين لم ينكشفوا ويقومون به وهو دور إيجاد الفتنة خصوصاً في بلدات الجنوب في أن يثيروا الفتن بين أمل وحزب الله». وأشار نصر الله إلي أن من بقي من العملاء موجود أيام الحرب قدموا خدمات مباشرة للعدو، وعلي ضوء خدماتهم قصفت أماكن لم يكن مقرراً أن تقصف.