أصدرت مكتبة الإسكندرية مؤخراً كتاباً عن مدينة الثغر للكاتبة أمل الجيار تحت عنوان «يوميات إسكندرية 1882»، الذي يرصد فترات مختلفة من تاريخ المدينة منذ أن أسسها الإسكندر الأكبر، وحتي المذبحة التي وصفتها الكاتبة ب«مذبحة الإسكندرية» في إشارة إلي المجزرة التي نشبت بين المصريين والأجانب الذين كانوا مقيمين بالمدينة، بترتيب من الإنجليز؛ لينتهي الأمر باحتلال بريطانيا لمصر. ويروي الكتاب تفاصيل المذبحة، بدءاً بخلافات أهالي المدينة مع الأجانب المقيمين فيها، وحتي وصول الوضع إلي الحالة الحرجة التي رصدها التاريخ، لتعيش الإسكندرية فترة حرجة امتدت لأكثر من 35 يومًا بداية من 11 يونيو 1882 مرورًا بيوم 11 يوليو وهو تاريخ ضرب المدينة بالمدافع بواسطة الأسطول الإنجليزي وما تلي ذلك من أيام بما فيها من أحداث تهجير المواطنين وحرق المدينة ثم احتلالها بواسطة القوات الإنجليزية. ويلخص الكتاب أحداث المشاجرة التي نشبت بين مصري ومالطي علي أجرة ركوب حمار، فما كان من المالطي الذي كان من رعايا الحكومة الإنجليزية؛ إلا أن طعن المصري وفر هاربًا داخل أحد البيوت التي يسكنها المالطيون واليونانيون وبدأ بعدها الضرب وتبادل النيران حتي سقط في هذه الحادثة عشرات الضحايا من الجانبين. وأكد الكتاب أن أحداث المذبحة كانت فاصلة في تاريخ مصر الحديث، حيث تبعتها أحداث الثورة العرابية، وضرب الإسكندرية من قبل الأسطول الإنجليزي، لتشهد البلاد بعدها مرحلة خطيرة في تاريخ مصر، بالرغم من الأحداث الحزينة التي فرضت نفسها علي المدينة وقتها؛ بعد أن عاش أهلها في قمع وحصار وتخريب من قبل المحتل. وأضافت الكاتبة: إن العام 1882 بالرغم من مرارته وقسوة أحداثه؛ فإنه العام نفسه الذي أصبحت الإسكندرية محور حديث الصحف والمجلات الأوروبية لتحتل صدارة أعدادها بأخبارها وحكاياتها، حيث رصدت الصحف العالمية وقتها الأحداث وتناولتها بالتحليل، مثل جريدة The Illustrated London News التي اهتمت بنشر أحداث وتفاصيل المذبحة، وجريدة The Graphic البريطانية التي اهتمت بمتابعة أخبار العرابين ودورهم في احتلال البلاد - من وجهة نظرهم؛ بالإضافة لصحف أخري شهيرة بأوروبا والغرب.