محمد شردي: قرار الوفد بتجميد العضوية رد فعل لتصريحات حرب المسيئة الدكتور السيد البدوي أصدر حزب الوفد قرارا بتجميد عضويته في ائتلاف أحزاب المعارضة الذي يضم أحزاب الوفد والتجمع والناصري والجبهة. وذلك لحين طرح الأمر على الهيئة العليا وعلى مؤسسات الحزب المعنية. وأوضح النائب مصطفي شردي عضو مجلس الشعب والمتحدث الرسمي للحزب أن هذا القراريأتي فى أعقاب التصريحات السلبية المسيئة لحزب الوفد والتي صدرت عن الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة في الأسابيع الأخيرة،مشيرا إلي أن تصريحات حرب قد حملت إشارات وتلميحات غير مقبولة تجاه حزب الوفد وأحزاب المعارضة في الائتلاف. وأكد شردي أن الحزب يحترم جميع الآراء السياسية للأحزاب والحركات السياسية. ولكنهم لن يسمحوا لأي شخص بأن يفرض عليهم رأيه أو يهاجم أسلوب حزب الوفد ومؤسساته في العمل السياسي وخطه التحرك التي تأتي انطلاقا من خبرة سنوات طويلة. وأضاف " شردي " أن الدكتور " حرب " نسى أن الوفد كان من أوائل الأحزاب التي استخدمت سلاح المقاطعة السياسية وقرر مقاطعة انتخابات الشعب عام 1990، والتزم بقرار هيئته العليا حينها وقام بفصل 17 نائبا وفديا دخلوا الانتخابات ونجحوا فيها كمستقلين ثم قام بفصل عضوين من هيئته العليا بسبب قبولهما للتعيين، ولو كان الوفد من أنصار الانتهازية السياسية لما قام بفصل 19 نائبا من عضويته، ولكن سلاح المقاطعة_ علي حد قوله _ اثبت فشلة في الشارع السياسي المصري وبعد أن كان للوفد 34 نائبا في انتخابات 1987 عاد إلى الانتخابات عام 1995 ولم ينجح فيها سوى 5 نواب فقط، ورغم مشاركة الوفد والإخوان وحزب العمل والأحرار في مقاطعة انتخابات 1990 إلا أن ذلك لم يؤدى إلى فضح النظام أوالتأثير فيه ، وأجريت الانتخابات و لم يتم إثبات التزوير بها لعدم وجود قوى سياسية واضحة على الساحة فى مواجهة الحزب الوطني فى تلك الفترة. وقال شردي أنه فى تلك الفترة كان الدكتور حرب احد قيادات الحزب الوطني، وأصبح بعدها احد أعضاء أمانة السياسات وتم تعيينه فى مجلس الشورى. وكان يعلم تماما بل ويقبل بكل ما يقوم به الحزب الوطني لضمان أغلبيته في أي انتخابات. وقد اثبت سلاح المقاطعة فشله تماما لان الهدف الأساسي من أي عمل سياسي هو الاختلاط بالشارع ومواجهة أي تحدي من أي جهة حتى لا تسمح بانفراد الحزب الوطني بالسلطة ،لافتا إلي أن المقاطعة تفقد أحزاب المعارضة قدرتها علي التواجد الواضح على الساحة السياسية كبديل لتولى مسئولية الحكم. وأشار شردي إلي أن دعوة الدكتور " حرب " تصلح أن تكون عنوانا لندوة أو صالون سياسي يناقش تطورات الأزمة السياسية فى مصر. ولكنها لا يجب _حسبما قال _أن تكون قراراً يفرضه بعض أصحاب الرأي من الأكاديميين علي أحزاب تعمل ولها مؤسسات تنتشر فى كل أنحاء مصر،مشيرا إلي أن " الوفد " من منطلق حرصه علي مصلحة الأمة يفتح أبوابه لجميع الآراء والتكتلات السياسية لطرح أفكارها، ولكن الحزب لا يتخذ أي قرار إلا من خلال مؤسساته . وأضاف شردي أن الوفد لم يحاول أن يفرض رأيه في أي وقت علي أي حزب معارض أو أي تجمع أكاديمي أو تكتل سياسي قائلا أنهم يؤمنوا بحريه الرأي وبالتالي لن يسمحوا لأي جهة أن تفرض رأيها على حزب الوفد، ولن يسمحوا بأن يتم اختزال العمل السياسي فى مصر داخل غرف مغلقة يتم فيها تبادل أراء بينما ينتظر الشعب المصري تحركا قويا لمواجهة الحزب الحاكم و أغلبيته المصطنعة. وأوضح شردي ان قرار الهيئة العليا لحزب الوفد كان الاستعداد لخوض الانتخابات و اختيار المرشحين، ولم يكن القرار نهائيا بخوض الانتخابات ولكن العمل السياسي _علي حد قوله _يحتم الاستعداد للانتخابات وهى عملية تحتاج إلى عدة أشهر من العمل المتواصل، أما قرار المقاطعة فيمكن أن يتم اتخاذه فى بضعة ساعات، وطبقا لتقاليد وقواعد العمل داخل حزب الوفد فان القرار النهائي حول خوض الانتخابات سيتم اتخاذه بمعرفة اللجان العامة فى المحافظات وبناء على أراء أعضاء حزب الوفد سوف يتم رفع هذه الآراء الى الهيئة العليا للحزب لإتخاذ الرأي النهائي .