إنه التطور الطبيعي لأي طاغية أو حاكم أو رئيس أو ملك أو إمبراطور أو قيصر أو فتوة عموماً.. يبدأ حكمه طيباً ووديعاً وهادئاً محاولاً إقناع شعبه بأنه واحد منهم.. ثم شيئاً فشيئاً يبدأ في نسيان ماضيه وناسه وأهله.. والاعتياد علي حياته الجديدة وقصوره وخدمه وحشمه ومنافقيه ومتملقيه ودلاديله وألاضيشه.. ثم شيئاً فشيئاً ينمحي الماضي تماماً ويشعر الطاغية من دول في زوره بالمعلقة الدهب التي تهيئ له حياته الجديدة أنه قد ولد بها في بقه.. ليبدأ ذلك السؤال الوجودي في السيطرة عليه.. همه العامة والدهماء والرعاع اللي ماليين الشوارع دول عايزين مني إيه بالظبط.. مش كفاية إني سايبهم عايشين ؟!.. وهو السؤال الذي سوف يجيبه عنه أي دلدول من اللي حواليه.. دول دهماء ما يملاش عنيهم إلا التراب وما ينفعش معاهم الذوق.. يا إما تديهم فوق دماغهم.. يا إما البلد تفلت من بين إيدين سيادتك.. بناءً علي ما سبق ذكره ينهمك الفتوة فرج الجبالي أو محمود عبد العزيز في ممارسة طغيانه علي أهل الحارة.. هؤلاء الغلابة الذين ينهش الجوع أحشاءهم ويهبش الظلم أرواحهم ويقصم الفقر ظهورهم.. فيرضخون.. ويتمادون في رضوخهم أكثر ليتمادي فرج الجبالي في طغيانه أكثر وأكثر.. تلك هي القاعدة الرئيسية في مبادئ علم الطغيان والافترا.. يصبح الطاغية طاغية لأن هناك شعباً سكت عن طغيانه.. ويصبح الفتوة فتوة لأن هناك حارة استسلمت لفتونته.. لذلك.. عندما يحاول عبد العزيز مخيون إقناع أهل الحارة بضرورة الوقوف في وجه الظلم والثورة عليه سائلاً إياهم.. رجالة إحنا ولا نسوان ؟!..لا ينبغي عليكم أن تتعجبوا عندما ينظر يوسف عيد في عب جلابيته للتأكد من إجابة السؤال أولاً!!!