لم ترد إلينا شكوي حول الإمام الذي أطال في الخطبة التي سبقت وقفة «البرادعي» في الإسكندرية.. ولو حد اشتكي سنحقق في الأمر مشكلة العالم الإسلامي اليوم هي التخلف.. ونسبة الأمية في الدول الإسلامية وصلت إلي 60% فتاوي الفضائيات أصابتنا بالاشمئزاز وجعلتنا سخرية للآخرين زقزوق بين الحسينى ولبيب فى معسكر أبو بكر بالإسكندرية جدد الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلي للشئون الإسلامية دعوته لزيارة القدس، رافضاً اعتبار دعوته تطبيعاً مع إسرائيل، مطالباً بعدم المزايدة علي مواقفه. وقال «زقزوق» علي هامش افتتاحه معسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية مساء أمس الأول الأحد إن الرسول «صلي الله عليه وسلم» عندما ذهب ليعتمر عام 3 ه مع عشرة آلاف مسلم حول الكعبة رغم أنها كانت تحوي وقتذاك 800 صنم، فإنه لم يذهب ليطبع مع المشركين أو ليعترف بسيطرة اليهود علي البيت الحرام، وإنما ذهب ليثبت حق المسلمين في هذا المكان. وأكد «زقزوق» أنه لن يتخلي عن دعوته لزيارة القدس اعترافاً بحق المسلمين في ذلك المكان المقدس، ورأي أن المسلمين ضيعوا القدس وفرطوا فيه عندما سحبوا منها المدد الإسلامي وتركوها لليهود، مطالباً بعدم اختزال المدينة المقدسة في كونها مدينة فلسطينية، وقال إنها مدينة العرب والمسلمين جميعاً، وسخر وزير الأوقاف من دعوة البعض لعدم زيارة القدس حتي يتم تحريرها، قائلاً: إن الانتظار لحين تحرير القدس سيضيعها وسيسهل من عملية تهويدها وهدم مساجدها بعد سحب المسلمين منها، ونا وقتذاك في حال تحريرها سنذهب إلي القدس فلن نجد بها مسلماً واحداً. وصب «زقزوق» جام غضبه علي من يزايدون علي مواقفه قائلاً: أنا أتحدث بالعقل والمنطق والدين واللي له رأي تاني ييجي يناقشني، إنما المزايدات والشعارات الرنانة والكلام اللي لا يودي ولا يجيب مليش فيه. وبسؤال وزير الأوقاف حول السيطرة الأمنية علي خطباء المساجد وقيام خطيب مسجد سيدي جابر بالإسكندرية بالإطالة المتعمدة في خطبة الجمعة الماضية ليفوت علي المصلين مشاركتهم في الوقفة الاحتجاجية عقب الصلاة ضد تعذيب الشرطة للمواطنين بمشاركة دكتور محمد البرادعي، فقد أكد «زقزوق» أنه لم تصله أي شكوي من المصلين ضد الإمام المذكور، مؤكداً أنه لو وردت إليه شكوي في هذا الشأن لأمر بالتحقيق فيها علي الفور. وكأن الوزير ينتظر الشكوي ولم يسمع ما أثاره شخصيات ذات شأن في هذا الأمر، وقد جاءت كلمة رئيس المجلس الأعلي للشئون الإسلامية في لقائه طلبة الجامعات المصرية والإسلامية في العالم حول التخلف الذي ضرب دول العالم الإسلامي، وهو التخلف الذي أرجعه «زقزوق» لنقصان العلم، مؤكداً أن التخلف صار مشكلة العالم الإسلامي في وقتنا الراهن بعد أن وصلت نسبة الأمية في بعض دول العالم الإسلامي إلي 60% وصار المسلمون «عالة» علي الدول المتقدمة، مكتفين بدور المتلقي والمستخدم لكل ما ينتجه ويبتكره الآخرون دونما مشاركة أو رغبة في تطوير أنفسهم، مكتفين بالحديث عن حضارة عظيمة مضت طمث معالمها مسلمو اليوم، قائلاً: المسلمين أصبحوا زبائن دائمين في سوبر ماركت الآخرين، لكنهم لا يبتكرون أبداً. وتعجب أنه في الوقت الذي يتحدث فيه المسلمون عن محو الأمية الأبجدية، فإن الآخرين يتحدثون عن محو الأمية التكنولوجية، مطالباً المسلمين بمحو أميتهم واستعادة عظمة حضارتهم. واتهم «زقزوق» من وصفهم ب «شيوخ الفضائيات» بالضلوع في انتشار الجهل والتخلف بين شعوب العالم الإسلامي عبر فتاويهم التي قال عنها إنها أصابتنا بالاشمئزاز وجعلتنا سخرية للآخرين بعد أن استخفت بعقول الناس وضللتهم ولم تعرف من الإسلام سوي قشوره. وضرب «زقزوق» مثلاً بفتوي «فضائية» استباحت قتل تارك الصلاة علي ألا يدفن في مقابر المسلمين إذا كان تركه للصلاة جحوداً، وإن لم يكن جحوداً فيقتل ويدفن في مدافن المسلمين، وتلك الفتوي التي تدعو لنقاب المرأة علي ألا يظهر منه سوي عين واحدة، وأخري تري أن رموش وبياض عين المرأة عورة يجب اخفاؤها وأخري تكفر المسلمين الذين يصلون في مسجد ملحق به ضريح، وهي الفتاوي التي وصفها «زقزوق» بأنها «غريبة الشكل» وتدعو إلي التخلف والجهل. وقال:إننا ابتلينا في عصرنا الحالي بجماعة تدعي أن لها الحق وحدها في الحديث باسم الإسلام، وأنها تكفر كل من يختلف معها في الرأي، وتقوم بنشر التخلف والجهل بين المسلمين، واصفاً الفتاوي الصادرة عن تلك الجماعة بأنها مجرد «خزعبلات» وخرافات تقضي علي العقل»، أما دعوة تلك الجماعة للمسلمين بتحريم إعمال العقل في الدين، فقد قال «زقزوق»: إن المسلم الذي لا يستخدم عقله في الدين في مرتبة أدني من مرتبة الحيوانات، مطالباً المسلمين بألا يسيروا وراء كل «ناعق» أو مدعٍ للسلفية». وقال: إن باب الاجتهاد في الإسلام لم يغلق طالما لم يمس ثوابته، وأنه ليس صحيحاً أن الأولين لم يتركوا لنا مجالاً للاجتهاد.