مستعد لمواجهة مخاطر العودة.. ولا يوجد اتصال بيني وأي مسئول رسمي بالحكومة إذا لم يوافق النظام علي «الرقابة الدولية» للانتخابات فإن المقاطعة هي السلاح الأخير سعد الدين إبراهيم مع شقيقته وابنها في منزل العائلة بالمنصورة أمس وصل الدكتور سعد الدين إبراهيم العائد إلي مصر بعد غياب ثلاث سنوات إلي مسقط رأسه في مدينة السنبلاوين صباح أمس في زيارة عائلية لشقيقته وأفراد أسرته. ونفي الناشط الحقوقي والسياسي المعروف وجود أي صفقة بينه والنظام المصري عاد بناءً عليها إلي القاهرة بعد غياب استمر ثلاثة سنوات قضاها في الولاياتالمتحدة. وقال «سعد الدين» في تصريحات خاصة ل «الدستور»: لا يوجد اتصال بيني وبين أي شخصية رسمية في النظام المصري سواء في الحاضر أو الماضي، مؤكداً أن عودته إلي القاهرة جاءت برغبة شخصية منه، وأنه يدرك تماماً حجم المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها بعد عودته إلي موطنه مصر، مشدداً علي استعداده التام لمواجهة هذه المخاطر. وأضاف «سعد الدين إبراهيم»، الذي يواجه 12 بلاغاً لدي النائب العام بتهمة تهديد الأمن القومي والإضرار بمصالح البلاد، أنه يدرك تماماً أن هذه البلاغات سيف مسلط علي رقبته لكنه مستعد لمواجهتها، واستدرك قائلاً: أنا لا أبحث عن مواجهة مع النظام ولكنني أريد ممارسة حياتي كسياسي مصري وباحث مهتم بالشأن العام بشكل سلمي وفي إطار القانون. وعن رأيه في حالة الحراك السياسي التي أحدثها الدكتور «محمد البرادعي»، قال مدير مركز ابن خلدون إنه متفائل بما يحدث من حراك في المجتمع المصري، ووصف ما قام به البرادعي بأنه حرك المياه الراكدة التي خيمت علي مصر وظلت ثابتة لا تتحرك منذ 28 عاماً، وتمني أن تستمر تلك الحركة، وأن يستمر البرادعي في طريقه وأن يكون أهلاً لما يتوقع منه، وألا يُخيب ظن من وقفوا وراءه وساندوه خاصة الشاب الذين دعموا حملته بجميع الطرق والوسائل، كما تمني أن يكون «البرادعي» قيادة شعبية ينزل للشارع ويقود المجتمع لما ينادي به من تغيير، مع ضرورة أن تستجيب القيادة السياسية لمطالبه الخاصة بتعديل الدستور. وعما إذا كان سيجتمع بممثلي القوي السياسية خلال فترة وجوده في مصر، قال «إبراهيم»: لا يوجد حتي الآن قراراً بلقاء أحد من الشخصيات السياسية، وهذه الزيارة مقتصرة علي أمور عائيلية ومقابلة أصدقائي والعاملين بمركز ابن خلدون، كما كشف «سعد الدين إبراهيم» عن سفره إلي تركيا نهاية الأسبوع الجاري ثم العودة إلي القاهرة أواخر الشهر الجاري، ومن الممكن وقتها الاجتماع بممثلي القوي السياسية والحركات المعارضة. وأضاف سعد الدين، الذي سافر أمس بصحبة زوجته السيدة «باربارا» إلي مسقط رأسه بمدينة المنصورة، أنه ضد توريث الحكم من حيث المبدأ لكنه ليس ضد ترشح جمال مبارك أو سعيه للترشح إلي منصب سياسي طالما كان هذا السعي علي أرضية متساوية مع الجميع، لكن أن يتم تعديل الدستور والقوانين لتفصيلها علي مقاس شخص بعينه فهذا أمر مرفوض تماماً وسأظل أحاربه لنهاية عمري. وفيما يتعلق برغبة بعض القوي السياسية في مقاطعة الانتخابات احتجاجاً علي تزويرها، قال سعد الدين إبراهيم إنه يطالب منذ 15 سنة من خلال مركز ابن خلدون بضرورة وجود رقابة أهلية ودولية علي الانتخابات، مؤكداً أن هذا مطلب أساسي لضمان نزاهة العملية الانتخابية، ودون تحقيق هذا المطلب لن تكون هناك شرعية لأي انتخابات، ومن ثم إذا لم يوافق النظام علي هذه المراقبة فإن المقاطعة ستكون هي السلاح الأخير. وكان سعد الدين إبراهيم عاد إلي القاهرة مساء الأربعاء الماضي قادماً من أمريكا، بعد أن خرج من مصر منذ ثلاث سنوات إثر ملاحقات ودعاوي قضائية اتهم فيها بتلقي أموال من الخارج والتخابر مع جهات أجنبية والأضرار بمصالح البلاد وتهديد الأمن القومي، لكنه حصل علي أحكام بالبراءة في بعض منها وعدم الاختصاص في البعض الآخر . من جانبه، قال أحمد رزق إبراهيم شقيق الدكتور سعد إنه سوف يحضر المؤتمر الصحفي الذي يعقده مركز ابن خلدون الثلاثاء المقبل للإعلان عن تقديره السنوي حول التغيير الديمقراطي في الوطن العربي، وسوف يشارك «إبراهيم» بكلمة في هذا المؤتمر ويجيب عن أسئلة الصحفيين من جميع الاتجاهات.