لا يعوض المرأة أي نجاح تصل إليه في حياتها عن نجاحها في إنجاب طفل وتربيته.. تظل الأمومة هي الوظيفة الأهم والنجاح الأكبر في حياة أي امرأة، ولأن خطة الحصول علي طفل في حياة المرأة، تعني تحقق خطوات قبلها هي الحب والزواج أو حتي العثور علي الرجل المناسب، فإن تعثر تلك الخطوات هو نذير فشل اجتماعي لا تتحمله النساء عادة، خاصة من تصل منهن إلي سن الأربعين بلا زواج أو حتي مشروع قريب مثل بطلة الفيلم، وهذه المرأة الأربعينية هي (جينيفر لوبيز) بكل ما تحمله من جاذبية رغم أنها أربعينية بالفعل في الفيلم وفي الواقع، وفي فيلمها «الخطة البديلة» «The Back-up Plan»لا تتحقق هذه الخطوات في حياة زوي (جينيفر لوبيز) ولهذا فإنها تبدأ في البحث عن خطة بديلة لتحقيق أمنيتها في الحصول علي طفل دون رجل، وزوي امرأة ناجحة في عملها تمتلك تقريباً كل شيء، العمل الناجح والأصدقاء والحياة المثالية، لكنها تفشل في العثور علي الرجل المناسب كزوج، بل هي لا تعيش أي تجربة عاطفية مكتملة يمكن أن تصل بها لتحقيق حلمها، لكن هذه العقبة لا تقف أمام عناد زوي ورغبتها الشديدة في الإنجاب، خاصة أن سنوات عمرها تقترب من المرحلة التي قد لا تتمكن بعدها من الإنجاب، فهي تقرر إجراء عملية تخصيب في أحد المستشفيات، وهي التجربة التي تقفز بها فوق خطوة الحب والزواج، وبعد خطوتها تلك تبدأ علاقتها بشخص قابلته صدفة تتطور إلي ما يبدو أنه حب، ويصبح عليها في مرحلة ما أن تخبره بأمر إنجابها، ولأن علاقتهما قد بدأت لتوها فإن عليها تحمل تبعة قرار الانفصال أو الإكمال، فهي قد بدأت حياتها بترتيب مختلف عن العادة، وتلك عقدة الحبكة الرئيسية للفيلم، وأقوي عناصر الفكرة التي لم ينجح سيناريو «كيت أنجلو» في استثمارها بصورة أكثر عمقاً وحيوية عن الصورة السطحية التي أظهر بها العلاقة العاطفية وتطورها بين البطلة والبطل الشاب ستان (ألكس أولوجلين)، وهما شخصان غريبان يلتقيان في الشارع بالصدفة وبعدها يقعان في الحب، هذا بالطبع رغم حدوث بعض المشاكسات الفقيرة درامياً في البداية لتكون قصة حب البطل والبطلة محكمة، وهو أمر لم يحدث علي الإطلاق، تبدو تلك الحبكة مكررة ومستهلكة تماماً، بالإضافة إلي أنها لم تكتب بصورة مبتكرة علي الإطلاق. فكرة الفيلم العامة جذابة ومبشرة بكوميديا رومانسية من بطولة ممثلة ومطربة جذابة مثل (جينيفر لوبيز) ولكن تلك الفكرة تتوقف عند هذا الشكل الظاهري، فالفيلم هو أحد الأفلام الكوميدية المرحة التي تتناول أزمة منتصف العمر في الحياة العاطفية لامرأة، لكن تلك الحالة الجذابة التي تبدأ بها أحداث الفيلم تتسرب من بين ثنايا مشاهد الفيلم مع استمرار المشاهدة خاصة حينما يركز الفيلم ويحرص بشدة علي أنه فيلم كوميدي في الأساس يبحث عن ضحكات طوال الوقت، بعض الضحكات مثل مشهد ولادة إحدي النساء يتحول إلي مشهد مزعج في النهاية، وهذا مثال لعديد من مواقف الفيلم التي تبدو موجهة نحو منطقة كوميدية لكنها تفقد وجهتها، وتبدو حبكة الفيلم وأحداثه متوقعة ولا جديد فيها علي مستوي القصة أو الأداء، لا توجد مفاجآت أو شيء مثير يشجع علي متابعة الأحداث. بالطبع هناك لحظات لطيفة قليلة هنا وهناك، وبعض الكوميديا في عدد من المشاهد، لكن هذا لم يخفف حقيقة أن الفيلم بشكل عام كوميديا مزعجة ورومانسية سطحية، ولولا جاذبية البطلة نفسها لما كان لهذا الفيلم أي قيمة تذكر لدي المشاهد.