أثار الهجوم الإسرائيلي علي أسطول الحرية الذي كان يحاول الدخول إلي قطاع غزة، موجة إدانات عمت العالم، وتراوحت ردود الفعل بين الاستهجان ودعوة العديد من الهيئات الدولية لعقد اجتماعات طارئة لملاحقة هذه المسألة، فقد طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن يعرف «في أسرع وقت ممكن» الظروف الدقيقة لعملية الإنزال التي أوقعت تسعة قتلي علي الأقل، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. في حين أعلن نتنياهو الذي ألغي زيارة مقررة إلي الولاياتالمتحدة أنه «يأسف» لوقوع خسائر بشرية، إلا أنه أكد بالمقابل أن الجنود الإسرائيليين «أجبروا علي الدفاع عن أنفسهم». ومن جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «صدمته» إزاء الهجوم الإسرائيلي علي سفن كانت تنقل برلمانيين وناشطين مؤيدين للفلسطينيين وصحافيين ومثقفين من جميع أنحاء العالم أرادوا نقل مساعدات إلي قطاع غزة والعمل علي رفع الحصار الإسرائيلي عن هذا القطاع، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة «من الضروري إجراء تحقيق كامل لتحديد كيفية وقوع حمام الدم هذا». كما طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون وممثل اللجنة الرباعية إلي الشرق الأوسط توني بلير بفتح تحقيق، في حين أعرب الفاتيكان عن «ألمه وقلقه»، استدعت العديد من الدول سفراء إسرائيل لديها لطلب إيضاحات حول ملابسات الهجوم مثل: فرنسا ومصر والأردن والنمسا واليونان وأيرلندا والسويد والنرويج والدنمارك وبلجيكا والنمسا وإسبانيا. تركيا استدعت سفيرها من تل أبيب وألغت الاستعدادات لثلاث مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل، لتكون بذلك الدولة الأولي والوحيدة التي تسحب سفيرها من إسرائيل، برغم استدعاء الكثير من الدول من بينها مصر للسفراء الإسرائيليين لتوجيه انتقادات - من خلالهم- للحكومة الإسرائيلية، وهي التهديدات التي تراوحت بين الحدة الشديدة واللين من جانب بعض الدول. كما أعربت دول أخري عن قلقها علي رعايا لها كانوا علي متن سفن أسطول الحرية، ورأت موسكو أن «استخدام السلاح ضد مدنيين واعتراض سفن في عرض البحر من دون أسباب قانونية يشكلان خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي». أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فقد ندد ب «العمل اللإنساني الذي ارتكبه النظام الصهيوني«ورأي فيه» دليل ضعف وليس دليل قوة للكيان الصهيوني الذي باتت نهايته أقرب من أي يوم كان»، فيما دعت لجنة المتابعة العربية العليا في إسرائيل في بيان إلي التظاهر في كل القري والمدن العربية في إسرائيل كما دعت إلي الإضراب العام احتجاجا علي الهجوم الإسرائيلي. وفي أوروبا تميزت الإدانات بلهجتها القاسية فكانت «غير مقبولة علي الإطلاق» بالنسبة إلي السويد، و«غير متناسبة وخطيرة ومقلقة» بالنسبة لإسبانيا، و«ردا غير مقبول علي الإطلاق» علي مهمة إنسانية لأيرلندا، فيما اعتبرت ألمانيا وبلجيكا وفرنسا والبرتغال أن الهجوم «لم يكن متناسبا» وأعربت روما عن «الأسف لسقوط ضحايا مدنيين»، ومن جهتها أوقفت اليونان تدريبا جويا مع إسرائيل في جزيرة كريت. وفي بروكسل توافق سفراء دول الاتحاد الأوروبي الاثنين علي بيان «يدين» استخدام العنف خلال الهجوم الإسرائيلي الدامي علي أسطول الحرية، ودعوا إلي إجراء تحقيق «حيادي»، فيما دعت الجامعة العربية إلي اجتماع استثنائي في القاهرة. ومن جانبها أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن «إدانتها الشديدة وتأثرها» حسب ما أعلن رئيسها الرئيس السنغالي عبدالله واد، كما طالب الاتحاد الأفريقي بتحقيق لكشف ملابسات الهجوم الذي وصفته باكستان ب «الوحشي وغير الإنساني».