أهل (مكة) أدرى بشعابها، وأهل (كومبليت كيور) أدرى بالدفاع عنه ، لكن ما أثبته هنا هو دهشتى من أعداء 30 يونيه ومن لفّ لفّهم. لقد وصل بهم الأمر إلى حد معايرة (رصد) للدكتور ابراهيم عبد العاطى بأنه كان يظهر فى قناة الناس !.. يا سبحان الله مغيّر الأحوال !.. آلآن صارت قناة الناس سبّة يتبرأون منها ويلمزون من ظهر فى برامجها؟.
والأنكى من ذلك اتهام الرجل بأنه كان يعالج بالأعشاب والحاجات البدائية!.
و اين ترويجهم للحبة السوداء والحجامة وبول الناقة ؟ بقى فقط ان يتهموا الرجل بأنه مازال يتكلم باللغة العربية.
ألآن صارت قناة الناس رمزا للتخلف والدجل ؟ و صار د.خالد منتصر من أساطين العلم وسدنة الدين وأولياء الله ؟! مع أن د. خالد منتصر يشهد على نفسه ، مثله مثل الأستاذ الدكتور جمال شيحة الذى اعترف بأنه شكّك فى جهاز الكشف عن الفيروسات حتى رأى نتائجه المذهلة فى تشخيص المرض فى أقل من دقيقة واحدة، دون الحاجة إلى تحاليل الدم وعينات الكبد.
فكيف غاب عن ذهن أى منهما أن الأمر قد يكون كذلك بالنسبة لجهاز العلاج؟ كم أتمنى أن أقرأ رأى تلاميذ د. خالد منتصر الجدد فى الدكتورة نوال السعداوى والدكتور رفعت السعيد إذا اعلن أى منهما أنه غير مطمئن إلى نتائج الجهاز الجديد! ولماذا العجب والمجرم الذى قتل ألاف العرب وترأس الدولة الغاصبة صار بالنسبة لهم صديقا عزيزا عظيما! لو أعلنت القوات المسلحة عن الجهاز الجديد فى عهد المشير طنطاوى،
لكم أن تتخيلوا المليونية الحاشدة التى كانت ستملأ التحرير وماجاوره من ميادين للتأييد والهتاف: يامشير يا مشير انت المخترع الأمير أما عن الاستشهاد بأقوال بعض الأساتذة فى مهاجمة الجهاز الجديد، فيؤسفنى القول إن شهادات الكثيرين مجروحة . إنهم لم يكونوا أمناء عندما أغروا المرضى بتناول الانترفيرون. قبل أن تسألوهم عن الجهاز الجديد اسألوهم عن الانترفيرون وعن صلاحيته للمريض المصرى ، وعن نسبة الشفاء الوهمية، وعن نسبة رجوع المرض، وعن قائمة المضاعفات التى يسببها. اسألوهم كم تقاضوا من الشركات المنتجة . ولا أظن أنهم سوف يفصحون عما يحدث حاليا وراء الستار مع الشركات التى تنوى مصّ البقية الباقية من دمائنا بالأدوية الجديدة التى ستكلف المريض الواحد تلاتة أرباع المليون من الجنيهات. لو أن كل من أتى بجديد فى الطب يكون نصابا ، لما تقدمت البشرية خطوة واحدة خارج الكهوف والمغارات. هل ميدان الطب فقط هو الذى يشغى بالنصابين؟.
كم نسبة النصابين فى مجال الطب إلى النصابين على أعواد المنابر؟ أتريدون تكرار ماجرى (لجاليليو) الذى أحرق حيا بتهمة الهرطقة والتخريف لأنه خالف ماتوارثه الناس من علم وملاحظة؟
أتريدون تكرار ما جرى للطبيب المجرى (إجناز سملوايز) الذى اتهمه أطباء جامعة فيينا فى منتصف القرن التاسع عشر بالجنون وطردوه من الجامعة فمات بحسرته لأنه طالبهم بغسل أيديهم قبل توليد الحوامل ، ذلك لأن العلم الذى يعرفونه أيامها لم يكن يعرف البكتريا ، وكان (لويس باستير) مازال طفلا فى ذلك الوقت؟ إن لبانة ( المنهج العلمى) التى يلوكها كل واحد هى حق يراد به باطل.
هل (الإبر الصينية) وما تفعله من معجزات تخضع لقواعد المنهج العلمى الذى تعرفونه؟ ثم كم من دواء اتبع هذا المنهج العلمى، ونشرته المجلات، وناقشته المؤتمرات، ونال شرف الموافقة من كهنة الإف دى إيه ، وبعد أن طرح في الاسواق، وتناوله المرضى، ثبت أنه غير فعال، أو ضار، أو يسبب السرطان أو التشوهات؟ إنها لقائمة طويلة، تؤكد أمرا أساسيا أفصح عنه الأستاذ الدكتور طارق حسنين العالم المصرى المشارك فى اختراع الدواء الجديد الغالى الثمن
بقوله: هذه الشركات وظيفتها تطوير الأدوية للحصول على الربح والكسب، ولكى يقوموا بصرف 11 مليار دولار، وإذا حسبنا التكلفة الفعلية لحين الحصول على الموافقة بإنتاج الدواء ستكون 13 مليار دولار، يريدون أن يحصلوا على أضعاف هذه المصاريف وبشكل سريع. لن أنجرف إلى مناقشة التفاهات التى سخرت من تشبيه الدكتور ابراهيم لكيفية استفادة المريض من تفكيك الفيروس إلى أحماض أمينية ، بل أسألكم: هل نسيتم تحريم الاستماع إلى جهاز الراديو لأن الشياطين تسكنه؟ قد تنكرُ العينُ ضوءَ الشمسِ مِن رمدٍ ... أو ينكرُ الفمُ طعمَ الماءِ مِن سَقَمِ