رئيس الوزراء المكلف يبحث عن بديل بعد رفض عقيل.. وسلطان والشيمى أبرز المرشحين رغم فشله فى تحقيق أى إنجاز ملموس فى وزارة النقل، فضلًا عن ارتباط وجوده فى الوزارة بعدد من الكوارث، سواء أيام نظام مبارك، حيث مأساة حادثة قطار العياط الذى احترق الناس داخله، وفى عهد حكومة الببلاوى، عندما أطاح قطار البدرشين بأوتوبيس نقل ركاب، مما أودى بحياة العشرات، إلا أن إبراهيم الدميرى ورغم كل هذا يبدو أنه سيحتفظ بالمنصب، فى ظل صعوبة وجود بديل كفء.
ليس هذا فقط، فرغم أن الوزير تخطى عامه الخامس والسبعين، فإنه يطمح فى الجلوس على كرسى الوزارة بعد تشكيل الحكومة الجديدة، أطول وقت ممكن.
الدميرى الذى تولى حقيبة وزارة النقل مرتين، الأولى فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وخرج منها بكارثة قطار العياط، والأخيرة فى عهد الرئيس المؤقت عدلى منصور بعد ثورة 30 يونيو، لا يؤمن بقيادات الصف الثانى، ولا يرغب فى تصعيدهم لأى مناصب قيادية، وهو ما فعله حينما تولى مسؤولية الوزارة فى الحكومة الأخيرة، حيث أبقى على كل القيادات فى الوزارة والهيئات والشركات التابعة لها لضمان ولائهم له وعدم التمرد عليه، وبعد تقديم حكومة الببلاوى استقالتها مؤخرًا، تنفس عدد من قيادات وزارة النقل الصعداء، وبدت عليهم علامات الفرح بقرب رحيل الدميرى، إلا أن الرجل القوى حضر إلى مكتبه بالوزارة فى اليوم التالى من تقديم استقالته وكأن شيئًا لم يكن، رغم أن الملفات التى تعج بها وزارة النقل فى منتهى الخطورة والأهمية، من ضمنها وضع خطة لتطوير هيئة السكك الحديدية وقطاراتها، وإنقاذ مترو الأنفاق من الانهيار بعد الحالة المتردية التى وصل إليها مع انتشار الباعة الجائلين والمتسولين داخل جميع المحطات، كما تواجه الوزارة مشكلات تأخر تنفيذ عدد من المشروعات مثل مشروع طريق شبرا - بنها، أو المشروعات المتعثرة مثل مشروع شركة «ديبكو» الحاصلة على امتياز تنفيذ وإدارة وتشغيل محطة الحاويات الدولية فى ميناء دمياط، وهو المشروع المتعثر منذ عام 2011.
فى سياق التعديلات الوزارية التى طالت عددًا من الوزراء، علمت «الدستور الأصلي» أن جهودًا خارقة بذلها المهندس إبراهيم محلب، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، لإقناع الخبير فى مجال النقل، الدكتور أسامة عقيل، أستاذ الطرق والمرور والمطارات بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، بتولى مسؤولية وزارة النقل بعد استقالة حكومة الببلاوى، بعدما التقى محلب الدكتور عقيل وعرض عليه تولى حقيبة النقل فى الوزارة الجديدة، إلا أن الأخير رفض تولى المنصب واعتذر، مؤكدًا أنه يرغب فى خدمة مصر، لكن دون تولى أى مناصب تنفيذية أو حكومية.
وفى أول تعليق له بعد رفضه الوزارة، قال الدكتور أسامة عقيل ل«التحرير» إنه يرفض فكرة أن يكون موظفًا أو عضوًا فى الجهاز التنفيذى، لافتًا إلى أنه يرحب بالاستعانة به فى أى مكان بشرط أن يكون مجرد «خبير» لا أن يكون مسؤولًا تنفيذيًّا، وقال عقيل إنه يتقدم بالشكر إلى كل مَن رشحه لهذا المنصب، إلا أنه يعتذر عن عدم قبوله بقوله: «أشكر مَن رشحونى وأعتذر عن عدم تولى شؤون الوزارة، وأتمنى التوفيق للوزير الجديد».
من جانب آخر، علمت «التحرير» أن الدكتور أحمد سلطان، المستشار السابق لوزير النقل الأسبق، والدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة الحالى وزير النقل الأسبق، والمهندس محمد الشيمى، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو الأسبق، يعدون من أبرز المرشحين لحمل حقيبة النقل، بعد رفض المهندس أسامة عقيل لها.