زهرة سعيد: حق شهداء يناير «لسه مارجعش».. وسنحصل على حقوقهم مهما طال الأمد استشهاده كان بداية الشرارة التى فجرت ثورة 25 يناير، وتسببت فى خروج المصريين للمطالبة بتغيير النظام وتحقيق أهداف «العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية»، ولقبه كثيرون ب«بو عزيزى مصر» أو مفجر ثورة يناير أو شرارة الثورة.. هو خالد سعيد الذى أدى استشهاده نتيجة التعذيب إلى قيام ثورة من أجله، سقط بعدها عديد من الشهداء والجرحى والمصابين، مطالبين بإسقاط النظام والقصاص من الفاسدين، وتوالت بعد ثورة 25 يناير عديد من الأحداث سواء فى عهد المجلس العسكرى أو نظام المعزول محمد مرسى.
زهرة سعيد، شقيقة شهيد التعذيب ومفجر ثورة يناير خالد سعيد، تحدثت فى حوار ل«التحرير» بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، عن أهداف الثورة، وما الذى تحقق منها، وما الذى لم يتحقق بعد مرور 3 سنوات عليها.
■ نريد أن نتعرف منك على رؤيتك حول مدى تحقق أهداف الثورة التى سقط من أجلها الشهداء فى ميادين مصر منذ اندلاعها حتى الآن؟
- للأسف ما أشعر به أن أهداف الثورة التى سقط من أجلها الشهداء، ونادوا بها وماتوا من أجلها لم تتحقق حتى الآن، فالثورة لم تؤتِ ثمارها بعد، ولم تحقق شيئًا، لكنى أعتقد أن الشىء الأبرز الذى نعيشه حاليًّا منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، مرورًا بالأنظمة التى تولت السلطة والشهداء الذين سقطوا والأحداث التى عاشتها الدولة طوال الفترة الماضية، هو إنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين فى 30 يونيو، فلم يحدث شىء حقيقى يمكن أن يشار إليه سوى الخلاص من حكم الإخوان، فهو الأمر الأبرز بالنسبة إلى جموع المصريين، ورغم أن أهداف الثورة الحقيقية لم تحقق حتى الآن، فإن نهاية حكم الإخوان كانت أمرًا إيجابيًّا فى نفوسنا وفى نفوس أغلب المصريين، وأشعر بالارتياح بعد خروجهم من الحكم.
■ وهل ترين أن حق الشهداء الذين سقطوا منذ 25 يناير حصلوا عليه أم ضاع هدرًا وسط تلك الأزمات والأحداث والصراعات السياسية؟
- حق الشهداء لم يعد حتى الآن، وأتمنى عودته، وأؤكد أن حق الشهداء لن يضيع طالما هناك من يجرى وراءه، ويطالب به ولا ييأس من طلبه، وأريد أن أوضح أن الشهداء سيحصلون على حقوقهم مهما طال الأمد.
■ من وجهة نظرك، لماذا ضاعت حقوق الشهداء؟
- أعتقد أن غياب العدالة ومحاورها، ومسار الدولة لم يحقق شيئًا للشهداء، ما تجلى فى شكل البراءات المتوالية لنظام مبارك، ومن أسهموا فى قتل الشهداء، لكنى أعود لأؤكد أن حق الشهداء لن يترك، وأن الله عليم بكل شىء، ولن نترك حقوقهم المشروعة فى الثأر ممن قتلوهم، وأنهوا حياتهم دون ذنب أو سبب.
■ ولماذا فشلت لجان تقصى الحقائق التى تم تشكيلها فى الفترات الماضية فى تحقيق العدالة والقصاص من أجل الشهداء؟
- لا أعلم السبب تحديدا، لكنى لم أرَ شيئًا حقيقيًّا ملموسًا من لجان تقصى الحقائق، التى تم تشكيلها طوال الفترات الماضية، ولم أرَ أى نتائج أو أدلة أو براهين عن أسباب الوفاة وكيفية سقوط الشهداء، ومن الذى قتلهم، كما أن أغلب البراءات التى يحصل عليها المتهمون تؤكد غياب العدالة الناجزة، وعدم ظهور أى أدلة قد تساعد فى القصاص للشهداء، وأريد أن أشير إلى أن محو الأدلة هو السبب فى تلك البراءات، «إزاى أطالب بالقصاص للشهداء فى الوقت اللى تم محو وطمس كل الأدلة التى تثبت قتلهم بالعمد وتعذيبهم وسحلهم على أيدى هؤلاء»، لذلك أؤكد أن الوصول إلى أحكام عادلة يجب أن يحدث فى ظل وجود براهين وأدلة موثقة وثابتة.
■ فى ذكرى 25 يناير، هل ترين أن مصر تسير فى المسار الصحيح وأهداف الثورة أم لا تزال تتخبط؟
- خلاص مصر من حكم الإخوان هو بداية عهد جديد، ورغم أن أهداف الثورة لا تزال غائبة، وهناك أقنعة كثيرة تساقطت والأهداف أصبحت متخبطة، فإن المسار فى مصر بدأ يتحرك بشكل أفضل نسبيًّا، لكنى أؤكد مرارًا وتكرارًا أن العدالة سواء أكانت اجتماعية أو قانونية لم تتحقق حتى الآن، وحملات التشويه والتخوين أمر يثير الاشمئزاز والغضب، ولا يخدم أهداف الثورة مطلقًا بل يخدم أعداءها فقط، وأريد أن أشير إلى أن من أفسدوا وظلموا وبطشوا فى عهد مبارك خرجوا من السجون بسبب غياب العدالة الحقيقية، وأريد أن أوضح أن الشباب المحبوسين سواء أكانوا اعتقالات أو حبس نشطاء أو ما شابه يجب أن يخرجوا ما داموا أبرياء، لكن من يقومون بإرهاب المواطنين وقتلهم وتدمير المنشآت والوحدات والمؤسسات والهيئات يجب إدانتهم، لكن ألا تقوم الدولة بالقبض والاعتقال «عمال على بطال»، طالما لا يوجد دليل أو مبرر على إدانه شخص فلا يجب أن يتركوا فى السجون مع المجرمين والفاسدين والخارجين عن القانون.