غموض وتكهنات ما زالت تحيط بقرار الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، وموقفه من الترشح للرئاسة، خصوصًا أن الرجل حتى الآن لم يعلن عن موقفه صراحة، مما دعا كثيرين إلى تتبع تصريحاته وخطاباته ومحاولة تحليلها وفهم خلفياتها، وفى خطابة الأخير، أول من أمس، دعا الفريق السيسى المواطنين إلى النزول إلى لجان الاستفتاء بقوة والتصويت على الدستور، وقال «إن كرسى الحكم مكتوب عليه اسم مَن يريده ربه»، وطلب من الجيش والشعب تفويضه أولًا بنزولهم وتأييدهم من خلال الاستفتاء على الدستور، قبل أن يتخذ قراره ويعلن موقفه من الانتخابات الرئاسية، وهو ما اعتبرته القوى السياسية حسمًا نهائيًّا وإعلانًا من السيسى بالترشح لرئاسة الجمهورية. محمد العرابى، رئيس حزب المؤتمر، قال إن الفريق السيسى حاول أن يطمئن الشعب على أن القوات المسلحة والشرطة قادرة على حمايتهم وتأمين الاستفتاء، ولذلك دعا المواطنين إلى أن ينزلوا بكامل قوتهم للتصويت على الدستور، مضيفًا أن ما بدا من خطاب الفريق السيسى أنه إذا وجد نسبة تأييد الدستور مرتفعة فسيعتبر هذا تكليفًا وطلبًا من الشعب له بالترشح لرئاسة الجمهورية.
العرابى قال إنهم يؤيدون الدستور، ويؤيدون ترشح الفريق السيسى للرئاسة، من أجل النهوض بالدولة والاقتصاد وإعادة الأمن من خلال دستور يحقق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية.
الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، قال إنه من الواضح أن الفريق عبد الفتاح السيسى متأكد من تأييد الناس للدستور، فأراد أن يحمسهم للنزول إلى الشارع، ويؤكد أن القوات المسلحة والشرطة واثقة من قدرتها على تأمين لجان الاستفتاء، ولذلك طلب من السيدات أن ينزلن بأبنائهن، مضيفًا أن الفريق السيسى يدرك جيدًا أن لديه كاريزما قوية، ولذلك طلب من الشعب أن ينزل إلى الاستفتاء ليعد هذا بمثابة تفويض له لخوض الانتخابات الرئاسية بالإضافة إلى طلبه تفويض الجيش والذى يبدو أنه مؤيد بقوة لترشحه، قائلًا: «أعتقد أن الفريق السيسى فى اتجاهه للترشح لرئاسة الجمهورية وهو ما بدا من حديثة أول من أمس».
الأمين العام لحزب المصريين الأحرار الدكتور محمود العلايلى، قال إن الفريق السيسى لم يحسم موقفه من الترشح لرئاسة الجمهورية بعد، ولكن ما بدا من حديثه أنه سيحسم موقفه وفقًا لنتيجة الاستفتاء ونسبة الحشد له، مضيفًا أن دعوته إلى المواطنين للنزول إلى الاستفتاء فى ظهرها دعوة عادية للمشاركة والتصويت، ولكنها مغلفة برسالة المصريين بأن هذا استفتاء ليس على الدستور فقط ولكن على تأييد ترشحه للرئاسة وعلى المرحلة الانتقالية بأكملها.
ومن جانبه قال الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسى، أول من أمس، يعطى مؤشر اتخاذه قرار الترشح للرئاسة منذ فترة، وما هى إلا مسألة وقت لا أكثر حتى يعلن صراحة نيته للترشح للرئاسة.
عبد المجيد أوضح ل«الدستور الأصلي» أنه كان من الأفضل إعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسى لترشحه للرئاسة منذ فترة وأن لا ينتظر إلى آخر لحظة لإعلان ترشحه، حتى يقوم بطرح برنامجه أمام جموع المصريين وفريق العمل الذى سيعتمد عليه خلال خوض سباق الرئاسة، نظرًا إلى كون التركة ثقيلة وتتحمل خراب أنظمة سابقة ولا يكفى أن يكون الرجل طيب النيات، وعليه إجماع شعبى ليخوض غمار الرئاسة دون الإفصاح عن برنامجه، لافتًا إلى أن المصريين سينتخبون البرنامج الانتخابى الحقيقى.
وفى السياق ذاته قال الدكتور جمال عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسة فى الجامعة الأمريكية، إن تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسى تؤكد وجود ميول لديه لخوض الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها والإعلان عن موعدها من خلال الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، لتحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
