النقل: اقتحام أتوبيس رحلات وسيارة نقل منفذ 25 الفيوم خط "التبين/الواحات" .. وعامل الصيانة يكذب الوزارة ويعترف بعدم رفع سلسلة المزلقان كالعادة وزير النقل آخر من يحضر ويأمر بصرف 20 ألف جنيه تعويضا لضحايا الحادث رئيس السكة الحديد: الأجراس كانت تعمل والإشارات الضوئية كفيلة لتنبيه المواطنيين وتم تشكيل لجنه للتحقيق فى أسباب الحادث
لقى 33 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 20 آخرون، فى حادث تصادم قطار بضائع بسيارتين ميكروباص على طريق "الفيوم – دهشور" وذلك فى الساعات الأولى من فجر أمس الأثنيين أثناء عودتهم من حفل زفاف بمحافظة الجيزة فى طريقهم إلى بنى سويف ، حيث اصطدم قطار بضائع بأتوبيس رحلات وسيارتي ميكروباص وأخرى نقل ، مما أدى إلى تهشم الميكروباص والسيارة ووفاة بمساعدة أهالي المنطقة الذين حاولوا انقاذ الضحايا والمصابين فور وقوع الحادث ، وتبين أن القطار كان في طريقه الى الواحات البحرية محملا بالفحم في رحلته المعتادة يوميا .
ورصدت "الدستور الأصلي" الساعت الأولى من فجر أمس الإثنيين عقب وقوع الحادث بدقائق معدودة ، فبعد وصولنا لمكان الحادث بالقرب من مزلقان 25 والمعروف بمزلقان دهشور ، لم يكن أحدا بموقع الحادث عدا بعض الأهالى والقتلى والمصابين ، ولا يسمع فقط غير بكاء وصراخ المصابين وعدد من أهالى القتلى ، وبعد حوالى 20 دقيقة وصل إلى مقر الحادث مدير امن الجيزة وبعض معاونية وعدد من قيادات شرطة النقل والمواصلات والذين قاموا بعمل حاجز شريطى حول القطار والسيارات وجثث القتلى ، بعدها تم إستدعاء سيارات الاسعاف لنقل القتلى والمصابين إلى المستشفيات العامة ، حيث تم نقل عشرات الجثث ما بين قتلى ومصابين إلى مستشفيات الهرم وأم المصريين وأكتوبر المركزى وزايد التخصصى، لإسعاف المصابين
وفى الساعات الاولى من صباح أمس ، أرسلت النيابة العامة فريقا من أعضائها للتحقيق فى ملابسات الحادث ، كما منع اى شخص من دخول مسرح الحادث من قبل الجهات الأمنية ، وتحفظت قوات الأمن على عاملى المزلقان ، وقال مصدر مطلع "للدستور الأصلي" أن التحريات الأولية تفيد بأن العاملين لم يغلقا المزلقان، مما جعل الأتوبيس يمر حيث تصادف ذلك مع مرور القطار الذى دهس الأتوبيس
وكعادة المسئولين دائما ، وفى حوالى الساعة الثامنه من صباح أمس ، اى بعد وقوع الحادث بساعات طويلة ، وبعد أن قامت أوناش السكة الحديد برفع مخلفات الحادثة ، بدأ قيادات السكة الحديد فى التوافد على مكان الحادث لإلتقاط الصور والتحدث إلى وسائل الاعلام والظهور امام الشاشات والقنوات الفضائية ، مؤكدين أنهم جاءوا للمعاينه ، وانهم من اصدروا تعليمات بتوجيه المعدات والاوناش لموقع الحادث وتم سحب القطار من الخلف بعد تصريح النيابة وإستعداد السكة للمسير
وماهى إلى لحظات قليلة حتى جاء الدكتور ابراهيم الدميري وزير النقل لمعاينة الحادث "هو الآخر" ، وفى اول تصريح له قال " فى البداية تتقدم وزارة النقل وهيئة السكة الحديد بخالص التعازى لأهالي هذا الحادث وسرعة الشفاء للمصابين" ، لافتا أنهم سوف يتعاونون مع سلطات التحقيق لتسهيل عملية التحقيق
واوضح الدميرى "للتحرير" أنه وجه بسرعة الانتهاء من صرف التعويضات الخاصة بتأمينات الهيئة ، حيث أنه سوف يتم صرف مبلغ 20ألف جنيه لاسرة المتوفي وللمصابين نسبة من هذا المبلغ طبقاً لحالة الاصابة واستمراريتها ، مشيرا أنه سيطالب بسرعة انشاء كوبري علوي على هذا الطريق فوق خط السكة الحديد على ان يتم الانتهاء منه قبل يونيو من العام القادم على الرغم من عدم وجود كثافة عالية لحركة القطارات على هذا الخط.
وأضاف الدميرى ، أنه تم اعتماد 1 مليار و400 مليون جنيه، لتطوير مزلقانات السكة الحديد، وأنه يتم إسناد تطوير هذه المزلقانات إلى الشركات المصرية، كما تم اعتماد 1.2 مليار جنيه لتطوير الكباري والمزلقانات ، لتفادى اى حوادث فى المستقبل ، مؤكدا "أنه تم الانتهاء من وضع خطة لتطوير 371 مزلقاناً خلال أسبوع".
من جانبه قال المهندس حسين زكريا رئيس هيئة السكك الحديدية، إن أجراس مزلقان 25 على خط الواحات البحرية كانت تعمل وتعطى إشارة بشغل السكة وقطار قادم، كذلك ما يسمى "مثلث الرؤية" كان يعطى إشارة ضوئية يمكن رؤيتها على مسافة 2 كيلو متر، معبرا عن اندهاشه من وقوع الحادث رغم هذه الأجراس والإشارة الضوئية
وأضاف رئيس السكة الحديد ، أن الأجراس التى تعمل والإشارة الضوئية كافية لتنبيه المواطنين بأن قطارا قادما، بصرف النظر عن كون السلاسل الحديدية مغلقة أم لا، لافتا أن سلوكيات المواطنين هى السبب فى حدوث تصادم دهشور، والذى وقع نتيجة اقتحامهم المزلقان المغلق
وأضاف "زكريا" أن فريقا من قطاع السلامة بالسكة الحديد توجه إلى موقع الحادث لبدء التحقيق والوقوف على أسباب الحادث، وفحص المزلقان ومدى سلامته، وإن كانت السلاسل الحديدية مغلقة أم لا، وأنه تم تشكيل لجنة فنية من مهندسى الهيئة للتحقيق بالحادث، لتعمل بجانب التحقيقات التى تجريها النيابة العام ولفت إلى أنه سوف يتم الإعلان عن التفاصيل التى سوف تتوصل إليها لجنة التحقيق الفنية عقب انتهائها من أعمال، وسيتم إعلان نتائج التحقيقات للكافة وتحديد المسئول
وكالعادة تهربت وزارة النقل من المسئولية على غرار حوادث القطارات السابقى ، حيث قالت فى بيان لها ظهر أمس الأثنيين ، أنه في تمام الساعة 12.15 من صباح يوم أمس الاثنين واثناء مرور قطار مشحون "طفلة" القادم من أسوان إلى كم 48 عند مزلقان 25 أقتحم أتوبيس الرحلات رقم 126 الفيوم من الجهة البحرية وفي نفس الوقت السيارة نقل رقم 8597 ق س م من الجهة القبلية المنفذ 25 الفيوم الكائن بكيلومتر 24.715 الواقع ما بين محطتى كم 12/كم 48 خط (التبين / الواحات البحرية) بالاتجاه المعاكس وكان المزلقان منتظم اثناء الحادث في تشغيله بأجراس الانذار والأنوار وفى حراسة خفيرى المزلقان ، إلا أنه لعدم التزام سائقي الاتوبيس والسيارة النقل باتباع تعليمات المرور عبر المزلقان والتى تنص بمناظرة خط السكة الحديد يميناً ويساراً طبقاً للقانون رقم 277 لسنة1959 مما ترتب عليه الاصطدام مع القطار وتسبب فى عدد من الوفيات والاصابات.
وفى تكذيب واضح لبيان الوزارة ، اعترف الشاذلي ياسين السيد علي، عامل الصيانة بمزلقان دهشور، بعدم رفع سلسلة المزلقان، ما أدى لوقوع حادث اصطدام القطار بأوتوبيس وسيارتين ، وقال العامل فور القبض عليه: "كده كده الجرس مش شغال وعطلان، واحنا مرفعناش السلسلة"، وهو ما أكده أحد شهود العيان الذين تصادف وجودهم بمكان الحادث ، بينما قال رأفت محمد حمدي، سائق القطار، إنه فوجئ بأن المزلقان لم يغلق، كما فوجئ بسيارة نقل أمامه، وصرخات القتلى والمصابين تحيطه من كل مكان