من الأشياء الجميلة والعظيمة في حياة أي كاتب صحفي أن يري مردود كتاباته من خلال قرائه ومن الوسائل الجديدة التي يصل من خلالها مردود ما يكتبه الكاتب بسرعة فائقة هي الشبكة العنكبوتية (النت) ولا أحد ينكر أهمية تلك الشبكة في وسائل الاتصال والمعرفة في الفترة الأخيرة وأنا شخصيا لست (نتاوياً) لأنني لفترة سابقة كنت لا أميل كثيرا إلي فتح الشبكة العنكبوتية ولا استخدامها ربما لأنني لست من جيل النت الحديث.. ومع كثرة قراءاتي علي النت وبداية كتاباتي التي تشرفت بها في «الدستور» بدأت أطلع علي مواقع مختلفة للشبكة العنكبوتية وبالطبع كان من أهم تلك المواقع موقع جريدة «الدستور» لأنني أحد كتابها فبدأت أتطلع من خلال الموقع علي ما يكتب من تعليقات بين القراء لمقالاتي الأسبوعية وكان لدي بعض الملحوظات أولاها أن أكثر الموضوعات التي يتم عليها التعليق بكثرة هي الموضوعات الرياضية والسياسية ولاحظت أن الموضوعية في الرد قليلة والجنوح في الرأي كثير ولكن ما أثارني فعلا وما شد انتباهي هو تلك التعليقات التي تندرج تحت بند الخروج عن الآداب العامة وكنت ومازلت في قمة استغرابي لتلك التعليقات التي في بعض الأوقات لا تمت للمقالة بشيء واستغربت للجرأة الشديدة في كمية البذاءات ونوعيتها التي تكتب في التعليق واستغربت مرة أخري وسألت نفسي ما البطولة في شاب أو رجل أو امرأة أو فتاة تجلس أمام النت لتخرج تلك البذاءات علي صفحاته وما الشجاعة في ذلك وخاصة أن الجميع لا يعرف هوية المعلق بالضبط لا اسمه ولا عنوانه، فأين البطولة في ذلك؟! أنا هنا لا أتحدث بالقطع عن الحرية في التعبير والاختلاف في الرأي.. أنا هنا أتحدث عن بذاءات وخروج عن الآداب العامة وبعد ذلك خرجت أتصفح التعليقات علي الموقع وليس علي مقالاتي فقط ورأيت العجب الأكثر أن مقالاتي أقل نصيبا من تلك البذاءات فرأيت كتابا كبارًا لهم من الاسم والشهرة وقوة الشخصية والجهاد السياسي ينالون من خلال بعض القراء سخافات وبذاءات ولا أكون مبالغًا وأقول قلة أدب ورأيت أسماء لامعة لابد أن ينحني لها كل من يحب هذا الوطن ويعشقه ينهال عليها التراب من بعض القراء بكلمات ليس بها أي خلاف سياسي ولكن بها بذاءات ومن كثرة تطلعي لما يكتب من تعليقات سخيفة لا تندرج تحت حرية الرأي علي الموقع مع أنني لست من مؤيدي وجهة النظر التي تقول إن هناك مؤامرة ضد موقع «الدستور» لكني أجد نفسي بعد زيارات متعددة للموقع متحمسًا لفكرة أن تكون هناك مؤامرة فعلا علي موقع «الدستور» خاصة أنني علمت أن هناك ما لايقل عن 100 ألف زائر للموقع وهذا يدل علي نجاح باهر للموقع وللجريدة لذلك كان لابد من تشويه هذا الموقع وعندما سألت «الدستور» عن تلك الظاهرة علمت أن موقع «الدستور» من المواقع القليلة أو ربما الوحيدة التي يدخل فيها التعليق مباشرة علي الشاشة دون رقابة لأن ما قيل لي إن الأستاذ إبراهيم عيسي يؤمن بالحرية للجميع ولا يريد أن يقيد حرية القراء علي الموقع وأنا شخصيا أختلف اختلافا شديدا مع عيسي في هذا التوجه وأري أنه من الواجب ومن الحرية أن نحمي الحرية، من أعداء الحرية فلذلك لابد من حذف العبارات البذيئة والخارجة عن الآداب العامة قبل دخولها علي الموقع وأدعو زملائي الكتاب في «الدستور» إلي إبداء الرأي في تلك القضية التي نختلف من خلالها مع إبراهيم عيسي.. وهل عندما نحذف البذاءات من تعليقات بعض القراء وهم لا يمثلون إلا نسبة قليلة من قراء «الدستور».. هل ذلك ضد الحرية؟ سؤال لابد أن يرد عليه كل كتاب «الدستور» وأتمني أن يشاركونا في تلك القضية.. أو علي الأقل قسم التحقيقات في «الدستور» وأن يستطلع رأي جميع الكتاب بالجريدة في تلك القضية شاركونا في الرد علي السؤال المهم: هل البذاءات التي تكتب تعليقا علي الآراء أو الكتابات السياسية والرياضية هي حرية ولا يمكن حذفها أم أنها خروج عن الآداب العامة ويجب حذفها قبل أن تدخل علي الموقع؟ أجيبونا يرحمكم الله.