الرئيس الروسي يدعو لإشراك حماس في مفاوضات السلام ويتفق مع تركيا على "التوسط" من أجل استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل تل أبيب تبدي غضبها من الموقف الروسي .. وتذكر موسكو بأنها "وقفت معها ضد الإرهابيين الشيشان" الرئيس الروسي مع اردوجان خلال زيارته لتركيا بدأت موسكو محاولة جادة هذه المرة للعب دور أكبر في عملية السلام في الشرق الأوسط، وخاصة من خلال العمل مع تركيا على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل. ففي أنقرة التي وصلها الرئيس الروسي قادما من دمشق دعا الرئيس الروسي ميدفيديف إلى تفعيل عملية التسوية الشرق أوسطية باستخدام خطوات لم تتبع سابقا، مؤكداً على تقارب مواقف موسكووأنقرة تجاه قضايا التسوية في الشرق الأوسط، مشيرا الى أنه تقدم للرئيس التركي عبد الله جول بعدد من الاقتراحات، ولكنه لم يوضح طبيعة تلك الاقتراحات. من جهتها، أبدت إسرائيل استياءها من لقاء الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل خلال خلال زيارة يقوم بها الرئيس الروسي لدمشق. كما رفضت الدعوات التي وجهها ميدفيديف ونظيره التركي عبد الله جول أمس الأول من أنقرة لإشراك حماس في عملية السلام في المنطقة. وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى "خيبة الأمل العميقة" من اللقاء الذي جمع ميدفيديف ومشعل والرئيس السوري بشار الأسد في أحد مطاعم دمشق. ووصف البيان حماس بأنها "منظمة إرهابية أعلنت عزمها على تدمير إسرائيل"، إضافة إلى مسؤوليتها عما وصفه البيان ب"مقتل مئات المدنيين الأبرياء". يشار إلى أن روسيا تعمل مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة في إطار اللجنة الرباعية الدولية المكلفة برعاية العملية السلمية في الشرق الأوسط. وتصنف هذه المجموعة حماس كمنظمة إرهابية. إلا أن موسكو حافظت على روابطها مع الحركة الفلسطينية واستقبلت مشعل ثلاث مرات في موسكو منذ فوز الحركة بانتخابات عام 2006، لكن لقاء ميدفيديف بمشعل هو الأول من نوعه على هذا المستوى. وطالب ميدفيديف خلال لقاءه بمشعل بالإفراج سريعا عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط الموجود في قطاع غزة منذ أربعة أعوام. لكن حماس ردت لاحقا على هذه الدعوة بالتأكيد على أن سراح الأسير لن يطلق إلا في إطار صفقة تبادل مشرفة. وفي أنقرة أشار ميدفيديف خلال لقاء مع الرئيس التركي إلى "وجوب عدم استثناء أي جهة من جهود السلام في الشرق الأوسط، وتم تفسير الجهة التي يقصدها الرئيس الروسي بحديثه بأنها حركة "حماس". وتابع بيان الخارجية الإسرائيلية إلى القول إن "الدول المتنورة لا يمكنها فرز الإرهابيين إلى أشرار وأخيار تبعا للجغرافيا"، مضيفا أن إسرائيل لا ترى فرقا بين ما أسماه البيان "إرهاب حماس ضد إسرائيل وإرهاب الشيشانيين ضد روسيا". وقال البيان إن إسرائيل وقفت دائما إلى جانب روسيا في حربها ضد "الإرهابيين الشيشان"، وإن ذلك ما تتوقعه من روسيا بخصوص "إرهاب حماس ضد إسرائيل". من جانبه، قال سفير إسرائيل السابق لدى روسيا زفي ماجن لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن موسكو تسعى لزيادة تدخلها وتواجدها في المنطقة حتى ولو كان ذلك مع ما وصفها بالمنظمات إرهابية لأن ذلك ليس بالأمر المهم بالنسبة لهم. وتابع السفير بالقول إن الروس لا يعتبرون أنهم يقفون إلى هذا الجانب أو ذاك، بل إنهم يتخذون موقفا وسطا، وقال إنهم يريدون القيام بدور الوسيط في الشرق الأوسط. وأضاف قائلا إن موسكو تعتقد أننا متفقون معها وأننا مستعدون للمحادثات، ويبقى السؤال من الذي سيجلب الآخرين إلى المحادثات. الروس يسعون لفعل ذلك قبل الأميركيين، لذلك فإن الروس بحاجة للسوريين وللفلسطينيين بمن فيهم حركة حماس. ويقول ماجن إن الروس يتطلعون لوحدة الفلسطينيين من أجل أن يتمكنوا من جلب الآخرين إلى مائدة المفاوضات. كما أنهم يرغبون في أن يحدث ذلك في موسكو كجزء من مؤتمر للشرق الأوسط تشارك فيه جميع الأطراف وجميع الفلسطينيين والسوريين وحتى حزب الله. في سياق متصل، قالت تقارير صحفية إن اسرائيل بعثت برسالتين مختلفتين إلى الرئيس السوري لطمأنته بأن إسرائيل غير معنية بالحرب مع سوريا. وقام الرئيس الروسي بنقل رسالة من الرئيس الإسرائيلي إلى الرئيس الأسد، عبر فيها بيريز عن قلق إسرائيل مما يظهره الأسد من عدم فهم لخطورة الممارسات السورية في لبنان، حيث يغرقها بالصواريخ التي تهدد أمن إسرائيل، على حد زعمه. كما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بإرسال رسالة إلى الأسد ومن على مرتفعات الجولان المحتلة وأثناء تدريبات عسكرية،قال فيها إن إسرائيل ليست معنية بالحرب مع سوريا، متهما إيران بتقديم "معلومات خاطئة ومزورة ومنقوصة ومشوهة إلى حكومتي سورية ولبنان حول حرب مزعومة تعد لها إسرائيل ضد هذين البلدين وضد الفلسطينيين في قطاع غزة".