تحولت قرية ذكي أفندي القبلية التابعة لمركز أبو حمص إلي مركز لانتشار الأوبئة والأمراض المزمنة وخاصة فيروس سي والفشل الكلوي، رغم أنها قرية صغيرة بها ما لا يزيد عن 650 منزلاً، إلا أنها تعاني الكثير من المشكلات دون أدني اهتمام من المسئولين بالوحدة المحلية، ولا المحليات، ولا أعضاء مجلسي الشعب والشوري، ولم يتدخل أحد حتي الآن لإنقاذ القرية من فيروس «سي »الذي التهم أهالي القرية رغم إرسالهم العديد من الفاكسات والتلغرافات لوزيري الصحة والإسكان، ورئيس مجلس الوزراء، ولكن لا حياة لمن تنادي، فمياه الشرب تمر في خطوط مصنوعة من مادة الاسبستوس التي يزيد عمرها بالأرض علي30 عاماً، وكذا تعد واحدة من أخطر المواد علي صحة الإنسان؛ وضعتها دول العالم علي رأس قائمة المواد المحرم استخدامها باعتبارها سببا رئيسيا لإصابة الإنسان بالعديد من الأمراض الخطيرة وأبرزها السرطان. وبسبب كثرة الوصلات وتدهور الأسفلت اختلطت مياه الشرب بالصرف الصحي، مما أصاب الأهالي بالمرض، ونظرا لضيق ذات اليد فلا يستطيعون تحمل نفقات العلاج، فيسقط منهم الواحد تلو الآخر في صمت. وبرغم أن القرية تعتبر من القري الأكثر فقرا، إلا أن الأهالي قاموا بالجهود الذاتية - بسبب تجاهل الحكومة - بعمل مشروع الصرف الصحي في حدود إمكانياتهم البسيطة، وكذلك تنعدم الإنارة بالقرية، كما تنعدم أدني إمكانيات الرعاية الصحية في الوحدة الصحية الموجودة بالقرية التي لم يتم تزويدها بأي شيء، فتحولت إلي غرفة للأشباح، وتفتقد القرية أيضا لمدرسة إعدادي، حيث إن أقرب مدرسة إعدادي للقرية تبعد عنها بعدة كيلو مترات، مما يسبب معاناة شديدة لأبناء القرية. وبسبب البطالة الخانقة وعدم وجود أي فرص للعمل، وجد شباب القرية ضالتهم في الهجرة والعمل بالدول العربية، كالسعودية، والأردن، هربا من الفقر المدقع الذي يسيطر علي تلك القرية المعزولة عن الحياة.