قيادى ديمقراطى: قرار الإدارة بتعليق جزء من المعونة يعرِّض المصالح الأمريكية للخطر عن الخطوات المقبلة فى السياسة الأمريكية تجاه مصر تُعقد جلسة استماع بالكونجرس يوم الخميس المقبل. ولم تحدد بعد الخارجية اسم المسؤول الذى سيمثلها فى هذه الجلسة أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب برئاسة النائب الجمهورى إد رويس.
وتأتى هذه الجلسة فى إطار التشاورات المكثفة التى جرت وما زالت تجرى بين الإدارة والكونجرس من أجل إيجاد صيغة لاستمرار المساعدات الاقتصادية لمصر وضمان وجودها فى المرحلة الحالية. وذكرت مصادر مطلعة أن هذه المساعدات المباشرة دون التقيد بالقرار الأخير بتعليق المساعدات العسكرية لمصر وبإعطاء الرئيس أوباما الحق فى اتخاذ قرارات بشأنه هو الأمر المثار بشدة فى الأيام الأخيرة. وفى هذا الصدد أشارت صحيفة «بوليتيكو» المعنية بشؤون واشنطن إلى أن الكونجرس شهد يوم الخميس الماضى لقاء مطولا ومغلقا بين فريق مساعدى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب وستة من مسؤولى الإدارة من الخارجية ووكالة المعونة الأمريكية ومكتب وزير الدفاع ومكتب رئيس الأركان لمناقشة هذا الأمر بملفاته العديدة وأيضا «التكييف القانونى» لأخذ قرارات بشأنه.
والقرار الأخير الخاص ب«تعليق» المساعدات العسكرية لمصر مؤقتا أثار كثيرا من ردود الأفعال المتباينة لدى قيادات الكونجرس. إذ قال القيادى الديمقراطى البارز النائب اليوت إنجل إن الإدارة بقرارها تهدد العلاقة بين أمريكا ومصر وتعرض للخطر المصالح الأمريكية فى المنطقة وبعد أن أعرب نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية عن «خيبة أمله» تجاه قرار الإدارة أشار فى بيان صادر عنه «خلال هذه الفترة الحساسة علينا أن نبنى شراكات مع مصر تدعم علاقتنا الثنائية وليس تقوضها». وفى المقابل انتقد قيادات من الكونجرس قرار الإدارة الأخير، لأنها تغاضت فى رأيهم «عن تسمية ما حدث يوم 3 يوليو بأنه كان انقلابا» ومن ثم لم تقم بقطع المساعدات لمصر حسب القانون الأمريكى الخاص بالتعامل مع الحكومات التى تأتى عقب انقلابات عسكرية.
وكانت الإدارة حريصة فى الأيام الأخيرة على تفادى الدخول فى مناقشات علنية حول هذا الأمر. وكررت الخارجية القول على لسان المتحدثة باسمها بأن القرار الأخير يعد «تقييما» للمساعدات وأنه كما قالت جين ساكى المتحدثة باسم الخارجية «لا يعنى أبدا انسحابا من علاقتنا أو قطعا لالتزامنا الجاد فى مساعدة الحكومة المصرية ونحن نريد لها أن تنجح على المدى البعيد». كما حرصت ساكى فى تصريحاتها على القول: «نحن لدينا علاقات استراتيجية وأمنية. وحتى مع قرارنا الأخير نحن واصلنا تقديم المساعدات التى تعد حيوية لتلك المصالح» وأضافت «أننا سنعمل بطريقة بناءة مع الحكومة المؤقتة، بينما نمضى فى علاقتنا معا. ونحن نريد أن نرى مصر تنجح. وهذا الأمر أبلغه الوزير كيرى لوزير الخارجية المصرى. ونحن نبلغه على كل المستويات للمصريين. ونحن ندرك أنه كانت هناك مطبات على الطريق خلال الأشهر القليلة الماضية. إلا أن هدفنا هو مصر الناجحة والمزدهرة. وهذا هو ما سوف نستمر فى العمل من أجله مع الحكومة المؤقتة».