هو واحد من أتنين نجوم أتمني أن أشرف وأكتب شخصية درامية ليقوم بتشخيصها لأنه من النجوم القلائل الذين يحترمون موهبتهم ولا يكلوا ولا يملوا من جليها وتلميعها وتطويرها وأثقالها ومحاولة خلق مناخ صحي لها وسط ظروف صحية خربانة جدا للأسف لذا فهو أبدا لم ينطفئ بريقه كنجم ولا تمكنه كممثل. عرفته بشكل شخصي منذ حوالي 12 سنة، حيث كان عضو لجنة تحكيم في برنامج مسابقات سينمائي متخصص قدمته الجميلة الست سلمي الشماع في نهاية التسعينيات وكنت أنا واحدًا من المتسابقين الذين كانوا جميعا من زملائي في معهد السينما، وكنت من أشد المعجبين به من أول مره شفته بيمثل فيها علشان كده كنت طوال تصوير حلقات البرنامج أتابعه مدققا ولاحظت أنه كان بيحكم بجد وسايب مشاعره للمتسابقين متناسيا نجوميته وتناكته التي يصفه بها الكثيرون ظلما، لأنه بجد مش متعالي ولا تنك كما يتهمونه هو بس لأنه بيحترم نفسه وبيقدر مشاعر البني آدمين بيرفض ويأبي بشنن أن يوزع مشاعر حبه وأن يسمح للآخرين باقتحامه علي الفاضية والمليانة كده مجانا، هو يسمح بذلك فقط لمن يراه يستحق وأحمد الله لأنه رآني ممن يستحقون أن يمنحهم صداقته ويسمح لهم باقتحام مجدعته وخفة دمه وعمق إنسانيته العذبة، بل وكمان أطلعني كثيرا علي مفاتيحه وأساليبه الشخصية التي اكتسبها أو تعلمها في تطوير موهبته وعلاقته بأدواره والشخصيات التي يلعبها محولا الوعي بكل وعي إلي لا وعي وكأنه قد أصبح الشخصية ولم يعد هو بالمرة. وكثيرا ما تناقشنا في أمور عديدة متعلقة بإدارته لنجوميته وتعامله معها ورفضه لأدوار ما تترفضش وتصميمه علي ألا يتعامل مع الدراما التيلفزيونية متغاضيا عن كل إغراءاتها وانتظاره لسنوات بس علشان ما يعملش أدوار غير اللي هو فعلا عايز يعملها. ودائما ما كان يقنعني بوجهة نظره لأنها ملائمة جدا لشخصه وخارجة بصدق منه هو لدرجة أنه لما رفض يعمل بطولة أول دراما تلفزيونية أنا أكتبها خرجت من عنده أنا والمخرجة غادة سليم حاملا بداخلي شعورين متناقضين محبط وحزين لأنه مش هيعمل شخصية أنا كاتبها ودي من أمنياتي زي ما سبق وذكرت، وفي نفس الوقت فخور وسعيد لأنني أعتبر نفسي صديقا لهذا الرجل القوي الذي يملك كل تلك الحرية والقدرة علي الرفض. وأثناء متابعتي للفيلم الجديد والمختلف «تلك الأيام» كان هو العنصر الوحيد الذي يشوشر علي اندماجي وذوباني في أدائه البديع الراقي اللي زي اللي بيهرني عند الخواجة، لأني كنت كل ما بشوفه بيعمل تفصيلة تمثيلية ذكية وده في منه كتير قوي في الفيلم ده اللي كان بيشوشر علي اندماجي هو إني كنت بتابعه وأنا أشعر بفخر من يتابع أخاه الكبير أو أباه الصغير، مش بس علشان بيمثل حلو أوي كالعادة أنا كنت فخور بأستاذ محمود لأنه بيتعامل بحكمة وذكاء نادر مع إدارة الممثل النجم محمود حميدة.