تجديد اعتماد "صيدلة المنصورة" من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    وزير الكهرباء: تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثالثة بالضبعة خلال أكتوبر    ترحيب واسع بدعم الرئيس السيسي لتوصيات الحوار الوطني.. تعزيز لحقوق الإنسان والإصلاح القانوني في مصر    كيف استعانت مدرسة ابدأ للعلوم التقنية بشركة تأهيل لتنمية مهارات التميز للطلاب؟    وصول الدعم لمستحقيه بقاعدة بيانات توحد الجهود التطوعية أبرز مميزات التحالف الوطنى    وثيقة سياسة ملكية الدولة.. مدبولي: هدفنا تعظيم الأصول والعروض غير المناسبة لا نقبلها    إزالة 5 حالات بناء مخالف بقنا    مكتب الصحافة الإسرائيلي ينشر إحصائية بالأضرار التي خلفتها صواريخ "حزب الله"    بلينكن: يجب التنسيق والعمل لردع الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها إيران    وزير الرياضة يلتقي فرانشيسكو توتي في العاصمة الإدارية الجديدة    قضية التيك توكر وخطأ المواقع    كواليس تصوير محمد عبد الرحمن حماقي ل "روج أسود" (صور)    كلامها حلو.. هشام عباس يكشف تفاصيل ألبومه الجديد وموعد طرحه    خالد الجندى: عمليات التجميل والتحول الجنسى فعل شيطانى للحرب على بنيان الله    انطلاق دورة التعامل اللائق مع رواد المسجد لعمال المساجد    علي جمعة يكشف عن مبشرات ميلاد النبي: رضاعته وفرح أبولهب بمولده    خطوة صحيحة ومفيدة للمريض.. نقابة الصيادلة تعلق على مقترح مدبولي بكتابة الروشتة    حملة «100 يوم صحة» تقدم أكثر من 87 مليونا و915 ألف خدمة مجانية    بلينكن يؤكد أهمية احتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني    «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تعمل على عزل بلدات وقرى الجنوب اللبناني    وليد فواز يكشف سبب خوفه من دوره في مسلسل «برغم القانون».. قللت وزني    موعد بدء العام الدراسي الجديد للجامعات 2024-2025.. والخريطة الزمنية للعام المقبل    كنوز| 54 عاما على غياب زعيم في ذاكرة المصريين    لاستيفاء نسبة ذوي الهمم.."العمل" تنظم ندوة بمنشآت القطاع الخاص بسوهاج    وزير التموين يجتمع مع رئيس البريد وممثلي شركة فيزا العالمية لبحث أوجه التعاون المشترك    الأرصاد تكشف حالة الطقس في مصر غدا الخميس 26 سبتمبر 2024    ما حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور؟    محافظ الدقهلية ييستلم دفعة من المواد الغذائية لتوزيعها على الأولى بالرعاية    بوليتيكو: الهجوم على حزب الله سبب خلافا كبيرا بين الولايات المتحدة وإسرائيل    وزارة العمل: ختام مشروع إدماج النوع الإجتماعي في العمل بالسويس    محافظ أسوان ونائب وزير الإسكان يتفقدان خزان أبو الريش العلوي بسعة 4 آلاف مكعب من محطة جبل شيشة    شغل ومكافآت وفلوس كتير.. 4 أبراج فلكية محظوظة في بداية أكتوبر    أحمد سعد وإليسا ورامي صبري وبهاء سلطان.. رباعية تاريخية في أرينا بالكويت    الأهلي يحفز اللاعبين قبل السوبر الأفريقي    أيتن عامر عن أزمتها مع طليقها : «الصمت أبلغ رد» (فيديو)    13 مليون جنيه إجمالي إيرادات فيلم عاشق بدور العرض السينمائي    بمشاركة أكثر من 40 دار نشر.. افتتاح النسخة الأولى من معرض نقابة الصحفيين للكتاب    تنظيف وتعقيم مسجد وضريح السيد البدوي استعدادًا للمولد (صور)    مدرب السد القطري: مباراة الغرافة ستكون صعبة للغاية    ميكالي يستقر على إقامة معسكر لمنتخب 2005 في التوقف الدولي المقبل (خاص)    وزير النقل اللبناني: لا توجد مشكلات لوجيستية بمطار بيروت.. وملتزمون بقوانين الطيران العالمية    النائب محمد الرشيدي: جرائم الاحتلال الإسرائيلي في لبنان تشعل فتيل الصراع بالمنطقة    رئيس هيئة الدواء: سحب كافة الأدوية منتهية الصلاحية وليس نسبة منها    إجراء 267 ألف تدخل طبي في مستشفيات التأمين الصحي الشامل    بالصور- تطعيم 63.6% من تلاميذ مدارس الوادي الجديد ضد السحائي    «صحة المنوفية»: إدارة المتوطنة قدمت خدماتها ل20 ألفا و417 مواطنًا في مجالات الفحص والمكافحة    عملت وشم فشلت في إزالته هل صلاتي باطلة؟.. رد حاسم من داعية (فيديو)    تتخطى مليار دولار.. شركة تابعة للسويدي إليكتريك تشارك في إنشاء محطة توليد كهرباء بالسعودية    الصين تطلق صاروخًا باليستيًا عابرا للقارات يحمل رأسا حربيا وهميا    ليفربول يواجه وست هام يونايتد في كأس كاراباو    إمام عاشور يكشف مفاتيح الفوز على الزمالك ودور اللاعبين الكبار في تألقه    ضبط 200 ألف علبة سجائر بقصد حجبها عن التداول بالغربية    عقب تداول «فيديو».. سقوط لصوص أغطية بالوعات الصرف بالمنصورة    وزير التعليم العالي يشهد حفل استقبال الدفعات الجديدة    القبض على عنصرين إحراميين يديران ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالقليوبية    إصابة 7 أشخاص فى مشاجرة بين عائلتين بقنا    تشكيل ليفربول المتوقع.. 7 تغييرات.. وموقف صلاح أمام وست هام    تشيلسي يكتسح بارو بخماسية نظيفة ويتأهل لثمن نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسامة الغزالي حرب: السيسي هو الأصلح لحكم مصر
نشر في الدستور الأصلي يوم 07 - 10 - 2013


تلويح أمريكا بقطع المعونة العسكرية عن مصر «تهويش»

حظر الأحزاب ذات المرجعية الدينية ضرورى.. ومحنة الإخوان أكبر من تصوراتهم

الولايات المتحدة ستكون حريصة على بناء علاقات طيبة مع السلفيين فى المرحلة المقبلة

لا بد للقوى الليبرالية أن تتحد حتى لا تسقط «سقطة تاريخية»

حكومة الببلاوى أداؤها تقليدى مثل أداء حكومة نظيف قبل ثورة 25 يناير

تنظيم الإخوان ارتباطه وثيق بالعنف فى سيناء.. وجميع الحركات الجهادية خرجت من فكر ورحم بالجماعة

■ بداية وفى تقديرك كمحلل سياسى بارز ومتخصص.. كيف تقرأ وضع الإخوان المسلمين فى ظل المشهد الراهن؟ ولماذا تصر الجماعة على انتهاج العنف؟

- بداية لا بد من تأكيد أن الإخوان المسلمين ومنذ نشأتهم عام 1928، لم يتعرضوا فى تاريخهم كله لظرف مثل الحاصل الآن، لأنهم ومنذ البدايات الباكرة فى حالة صراع دائم ومستعر مع الدولة، سواء كانت هذه الدولة فى ظل الملك فاروق قبل ثورة يوليو، أو فى ظل حكم جمال عبد الناصر أو حكم السادات وحسنى مبارك، وحتى الآن هم فى صدام مع الدولة.. ربما هذا يشير إلى تطور المشكلة.. هل المشكلة فى الدولة أو فى الجماعة ذاتها.

لكن صدام الإخوان هذه المرة يختلف عن المرات السابقة، لأنه فى هذه المرة الصدام ليس مع الدولة فقط، بل الصدام تطور ليكون مع الشعب ذاته، وهذا ما بدا واضحا من خلال تحركات شعبية أهلية ضد الإخوان المسلمين ظهرت فى شكل هجوم على مقراتهم، ومهاجمة العناصر الإخوانية وملاحقتهم من القوى الشعبية نفسها.

■ وهل هذا يعتبر تفسيرا للعنف الظاهر الذى مارسته وتمارسه الجماعة حاليا؟

- الإخوان المسلمون هم التنظيم السياسى الوحيد الذى ارتبط بالعنف منذ نشأته، وإذا قارناهم بأى من التنظيمات الشيوعية والقومية والليبرالية، لن نجد تنظيمات تستخدم العنف بمثل هذا الشكل المنظم مثل الإخوان المسلمين.

لم نسمع على سبيل المثال أن حزب الوفد أو أى تنظيم اشتراكى أو ناصرى أو أيا ما كان قام فى يوم من الأيام بدعوة أحد أعضائه لاغتيال أى شخصية.

■ فى تقديرك.. لماذا يرفض الإخوان الاعتراف بثورة 30 يونيو؟

- الإخوان المسلمون بالطبع يرفضون الاعتراف بهذه الثورة ويصرون على الحديث عن البلطجية وفلول الحزب الوطنى، وهو ما يعكس أن هناك مشكلة لديهم، ولا بد من الاعتراف بهذه المشكلة التى برزت مع تجربة حكمهم الفاشلة. فى كل المرات السابقة كان الإخوان يصطدمون بالدولة فقط، باعتبارهم قوة معارضة غير شرعية أو غير مشروعة أو غير مرغوب فيها من النظام الحاكم. أما المفارقة الكبرى التى حدثت فهى أن الإخوان دخلوا فى صراع مع الشعب بعد أن وصلوا إلى سدة الحكم، وتحقيق الأمنية التى ظلوا يحلمون بها، الوصول إلى حكم مصر، وبعد عام واحد من حكمهم فوجئ الشعب بأن الإخوان لا يملكون رؤية للحكم فى السياسة والاقتصاد، وظهر أن مشروع النهضة ما هو إلا «وهم كبير» تم تصديره إلى الجماهير البسيطة، واتضح تماما أنهم لا يمتلكون أى سياسات أو رؤى لحل المشكلات المزمنة فى مصر.

■ خلال عام من حكم الإخوان أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن.. كيف تقيم حكم الإخوان خلال هذا العام؟

- الإخوان لم يقدموا شيئا، لكن الأهم من ذلك هو أن الشعب المصرى اكتشف حقيقتهم، وأنهم لا يمتلكون كوادر لإدارة الأمور، وهناك أمثلة مثيرة للضحك فى الفترة الأخيرة من حكم المعزول مرسى، مثل وزير الإعلام ووزير الثقافة إلى آخره، حيث قدم النظام شخصيات أقل بكثير جدا من أن تتصدر مراكز اتخاذ القرار، فضلا عن شخصية مرسى ذاته، كان من الواضح أن الرجل لم يكن مهيأ كرئيس للجمهورية على الإطلاق حتى داخل جماعة الإخوان نفسها.

■ وفى ظل الوضع المتأزم الراهن.. كيف ترى مصير الجماعة؟

- محنة الإخوان هذه المرة أكبر بكثير مما يتصورون، وهناك قطاعات من الجماعة غير قادرة على استيعاب هذه الحقيقة أو رافضة للحقيقة، وتبرر لنفسها أشياء أخرى غير الحقيقة، وأسوأ ما فى الموضوع هو رد الفعل العنيف الذى يحدث بشكل متلاحق من عمليات حرق للمنشآت وحرق أقسام الشرطة والكنائس، وجميعها أمور تجعل بينهم وبين الشعب فجوة هائلة. هذه المحنة التى أوقعوا أنفسهم فيها لا تضاهيها أى من المحن التى تعرض لها الإخوان على مر التاريخ، ذلك أنهم عندما اقتربوا من الهدف سقطوا سقوطا مدويا.

■ وبشأن قيام الجماعة بمراجعات لمواقفها وتجربتها الماضية.. هل هناك أى احتمال لذلك؟

- الإخوان المسلمون سوف يستمرون مع احتمالية أن تحدث مراجعات كبيرة فى نشاطهم، وإذا عزموا على تنفيذه فسوف يكون ذلك إنجازا لهم، بينما سيستمر عدد من القيادات التى تتشدق بأن ما حدث هو انقلاب فى إثارة الفتن والعنف، وذلك يعنى أن كلما أقدمت الجماعة على التصعيد فقدت تأييدها الشعبى. ستقضى الجماعة على نفسها بلا شك، وهذا الخيار مطروح لدى عدد من العناصر المتطرفة منهم.

■ بعد سقوط نظام الإخوان.. هل يمكن القول إن مصر مهيأة للعبور إلى المستقبل؟ وما تقييمك لأداء الحكومة الحالية؟

- بصراحة أنا لا أجد أن المشروع الكبير الذى يخطو بمصر إلى الإمام فى المتناول حاليا. أما عن الحكومة فهى تعمل بشكل «تقليدى وبيروقراطى»، وتعمل على إيجاد حلول لمشكلة ما هنا أو هناك، ولكننا لا نستطيع القول إننا أمام حكومة تعبر عن الثورة بالقطع، لأنه لكى تعبر الحكومة على الثورة فلا بد أن تشتمل على عدد من قوى الثورة. ومَن فيها يعبر عن قوى الثورة؟ مع العلم بأن هذه الحكومة بها عناصر متميزة للغاية بلا شك، ولكن مجمل الأداء لا يعبر عن طموحات الثورة المصرية، ولم تعبر عن القوى التى واجهت حكم الإخوان، فهى لم تعبر عن جبهة الإنقاذ، وكان المتصور أن تأتى حكومة ائتلافية تعبر عن قوة الإنقاذ التى قادت الثورة، واختيار الحكومة من قبل الدكتور الببلاوى بالطريقة العادية التى اعتدنا عليها منذ أكثر 20 عاما، وفى النهاية ليست تلك هى حكومة الثورة.

أداء الحكومة هو نفس أداء الحكومات قبل ثورة 25 يناير وفى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بذات الشكل التقليدى.

■ وما رأيك فى الحكم الصادر بحل جماعة الإخوان المسلمين؟ ولماذا تتقاعس الحكومة عن تنفيذه؟

- نحن أمام جماعة مارست العنف بشتى أشكاله وصوره تجاه الشعب المصرى بأكمله، إذن لا مفر من حل جمعية الإخوان المسلمين، وتسوية أوضاع حزب الحرية والعدالة بعيدا عن جماعة الإخوان المسلمين لمزاولة العمل السياسى فقط، بينما الواضح هو عجز الحكومة عن اتخاذ قرار فى التعامل مع الإخوان المسلمين، مما يشير إلى أن الجماعة كانت ولا تزال لها وضع خاص وغريب جدا. يؤلمنى تعامل الحكومة بهذا الضعف والخوف الذى يعكس عدم وجود نظرة ثورية لدى الحكومة، ووجود نوع من التردد، وكلما كانت الحكومة قوية استطاعت أن تتخذ خطوات أكثر حسما، والقانون لا بد أن يفعل، وأن الحكومة لا بد أن تحترم أحكام القضاء، وأى تهاون فى تطبيق قرارات القضاء قطعا يضعف من مصداقية أى حكومة.

■ لماذا غيَّر أوباما خطابه تجاه مصر والاعتراف بأن ما حدث فى مصر هو ثورة لا انقلاب؟

- أمريكا نموذج للدولة التى تبحث عن مصالحها و«مستعدين يبيعوا أى شخص فى لحظة واحدة»، لا يمكن لأمريكا أن تتخلى عن مصالحها وعلاقتها بمصر، فهى الدولة المحورية بالمنطقة، وأى تطورات تحدث بها تؤثر على العالم العربى والإسلامى والشرق الأوسط، سواء كانت سلبية أو إيجابية، فالولايات المتحدة الأمريكية وقعت فى خطأ قطع العلاقات مع مصر فى عهد عبد الناصر، وهى لن تحاول تكرار الخطأ مرة أخرى، فأمريكا أصرت على أن مصر بها انقلاب، فأى انقلاب هذا الذى يخرج به 30 مليون مواطن؟ وأى انقلاب هذا الذى لا يحكم فيه الجيش؟ ونحن نعرف ما كان سيحدث قبل 30 يونيو بشهر، والانقلاب فى العادة من الجيش ضد إرادة الشعب، ولكن هذا جاء بإرادة الشعب، ولكن الجيش المصرى له دور أساسى فى الحياة السياسية المصرية على مر العصور، وآخرها حماية ثورة 30 يونيو، والجيش المصرى يختلف عن جيوش أمريكا اللاتينية ذات الطبقية، أو جيوش إفريقيا المعروفة بالانقلابات السريعة، لكونه مؤسسة وطنية ومن أقوى المؤسسات المصرية.

■ ماذا عن التلويح بقطع المعونة ثم معاودة دفع مبلغ 564 مليون دولار كمعونة عسكرية لمصر؟

- «ما هو إلا تهويش»، أمريكا حرصها أكبر بكثير مما نتصور على مصر للحفاظ على الاستقرار للبترول والاستقرار للكيان الصهيونى، والأهم أن أمريكا تخشى أن تعود لمصر أى علاقة مع روسيا، وهذا شبح يخيف الأمريكان، بمعنى أنه إذا جاء بوتين إلى مصر وقوبل بترحاب شعبى سوف يكون هذا كبوسا على السياسة الأمريكية، فلذلك فأمريكا حريصة على أن لا تفقد مصر، وفقدان مصر سوف يطيح بأى رئيس أمريكى.

■ على مَن ستراهن الولايات المتحدة فى المرحلة القادمة بعد سقوط الإخوان؟

- أمريكا ستنظر إلى الموقف السياسى المصرى الآن بمنتهى الحظر، وهم حريصون أن تكون علاقتهم طيبة بالقوى السياسية المصرية، وجميع الأطراف والتى تشمل القوى الإسلامية وتحديدا السلفيين، والجيش، والقوى المدنية المتمثلة فى جبهة الإنقاذ، وأضعف هذه الحلقات هى القوى المدنية، قطعا الجيش له قوته المعروفة، والقوى الإسلامية لهم كتلتهم، بينما القوى المدنية المتمثلة فى جبهة الإنقاذ لا أتصور أن يكون لهم ثقل فى الشارع السياسى حتى الآن.

■ ما الدور المطلوب من الأحزاب المدنية وأحزاب جبهة الإنقاذ فى المرحلة الحالية؟

- هناك نوع من التشكك الكبير فى قدرتها على الحشد فى الشارع، ولعل حجم المقاعد فى الانتخابات الأخيرة أكبر دليل على حجم جميع الأحزاب المشاركة فى جبهة الإنقاذ. جزء كبير من مستقبل مصر السياسى مرتبط بشكل أساسى بأن تستطيع هذه الأحزاب أن تدعم نفسها وتدعم قواعدها الجماهيرية، وهذه مسألة وقت، المدة القصيرة القادمة ستكون اختبارا صعبا فى ظل اقتراب كل من انتخابات الرئاسة والبرلمان، وسيكون أحد المفاتيح أمام تلك القوى أن تتضافر مع بعضها وتنسق معا إذا أرادت أن تكون عنصرا فعالا فى الحياة السياسية المصرية، خصوصا بعد الضربة التى تلقاها الإخوان، وإذا لم تستطع هذه الأحزاب أن تستثمر هذه الفرصة فستسقط «سقطة تاريخية».

■ هل توافق على وجود أحزاب ذات مرجعية دينية؟

- لا بد أن يكون فى مصر أحزاب ذات مرجعية إسلامية، وهذا شىء منطقى يعبر عن واقع الحياة فى مصر، والحل هو أن توجد أحزاب ذات مرجعية إسلامية بعيدة عن فكر الإخوان المسلمين الحالى، على عكس أحزاب ذات مرجعية مسيحية فى بعض البلدان الغربية، ولكن الدين ليست له علاقة بالسياسة.

■ وماذا عن المادة 54 من الدستور التى تنص على حظر الأحزاب على أساس دينى؟

- أنا مع حظر الأحزاب على أساس دينى، ولكن مع الأحزاب التى تنشأ على مرجعية دينية، فالأحزاب التى تستخدم المساجد كمنابر للسياسة على سبيل المثال فهذا مرفوض، وخلط الدين بالسياسة يرجعنا إلى العصور الوسطى.

■ هل مصر تحتاج إلى دستور جديد أم تكفى التعديلات على الدستور الإخوانى فى لجنة الخمسين؟

- دستور جديد يختلف عن الدستور الإخوانى قطعا هو مطلب الشعب المصرى والثوار التى خرجت بالملايين فى الشوارع، إن كان أقل شىء اختلاف معنوى عن انقضاء الدستور الإخوانى وكتابة دستور جديد، لأن مصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو تحتاج إلى دستور مشرف ويليق بمكانتنا، وآمل أن يُنتج دستور محترم من اللجنة بعد تعديل الدستور.

■ ما رأيك فى تشكيل لجنة الخمسين؟ وما تقييمك لأدائها؟

- لى اعتراضات على طريقة تشكيل اللجنة، لأن الكثير من عناصرها لم تكن هى الأفضل، وليس من حيث الأشخاص إنما ليس الأفضل من التمثيل للقوى السياسة، واللجنة التى تضع دستورا لا بد أن يكون دستورا حقيقيا وموضوعيا يليق بالمجتمع المصرى، ومصر لها سوابقها فى كتابة الدساتير من دستور 23 و54 و71، وأنا كتبت أحد المقالات وصفت لجنة الخمسين 2013 بلجنة الأشقياء، على غرار سعد زغلول الذى قال على لجنة كتابة دستور 23 بلجنة الأشقياء، لأنه كان غير راض عنها.

اعتراضى على تمثيل القوى الليبرالية، فالقوى الليبرالية غير ممثلة فى اللجنة، لأن الممثل لليبرالية هو الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، بينما الدكتور أبو الغار ممثل للقوى الاشتراكية، وهناك فرق بين الليبرالية والاشتراكية، وتمثيل الأقباط ضعيف، وتمثيل المرأة فى اللجنة ضعيف، بالإضافة إلى التمثيل الضعيف للغاية للعمال والفلاحين والنقابات، فاللجنة تم تشكيلها بشكل مختصر، ومع كل هذا من الممكن أن تنتج اللجنة دستورا معقولا.

■ فى رأيك مَن الأفضل لحكم مصر فى هذه الآونة العصيبة؟

- كلمة واحدة.. الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وستظل مصر لفترة قادمة لا تقل عن 10 أو 20 سنة، سيظل الجيش المصرى هو مصدر القيادة السياسية، لأن القوى المدنية لم تستطع حتى الآن تقديم شخصيات تحظى بتوافق شعبى عام حتى الآن، لأن شخصية الفريق السيسى ظهرت فى ظل تأييد شعبى كبير وتتفق مع الثقافة السياسية المصرية، وحصل على تأييد الشعب دون إنظار مسبق، والأغلب أن يكون رئيس مصر القادم من الجيش المصرى، وأن الجيش المصرى سيظل الأكثر احتمالا لرئاسة مصر، نتيجة أن القوى الأخرى ضعيفة، فالإخوان والإسلاميون تم حرقهم، والقوى المدنية لم تقدم شخصية ذات توافق شعبى يحظى بالإجماع

■ مخاوف القوى الثورية والشبابية من معاودة حكم العسكر.

- الشعب المصر تغير، ولن يكون لمصر حاكم ديكتاتورى، سواء مدنيا أو عسكريا، ولن يكون بمصر حاكم يكرر الأخطاء القديمة، ومصر الآن قادرة على أن تعزل أى رئيس يعمل ضد إرادة الشعب، ولعل وجود الرؤساء السابقين فى السجون خير دليل، فمصر تستحق ممارسة الديمقراطية الحقيقية.

■ مَن أبرز الشخصيات فى حالة إصرار الفريق السيسى على عدم الترشح للرئاسة؟ وماذا عن حظوظ الفريق شفيق والفريق سامى عنان؟

- هناك عناصر أخرى تقدم نفسها من القوات المسلحة وأبرزها اللواء مراد موافى.. أما الفريق سامى عنان فلا أعتقد أن له فرصة حقيقية، لأنه جزء لا يتجزأ من القديم، وعليه مآخذ كثيرة، أما الفريق شفيق فجاءته الفرصة، ولن تتكرر بسبب تغير المناخ، الفرصة ستكون بقوة للفريق السيسى فى حالة ترشحه، وهذا ما أرجحه، أو اللواء مراد موافى.

■ وماذا عن حظوظ المرشحين المدنيين الذين سبق لهم الترشح للرئاسة؟

وجودهم ضعيف، فحمدين صباحى على سبيل المثال له جمهوره الناصرى، وعمرو موسى له جمهور حزب المؤتمر الذى كان يتولى رئاسته، بينما لم نجد أى زخم شعبى حال حول أى من تلك الشخصيات، إنما الزخم يتركز الآن حول شخصية الفريق السيسى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.