في معركة غير متكافئة تنفذها الدولة والحزب الوطني ووزارة الداخلية والحراسة القضائية ضد قرابة النصف مليون مهندس، تحقق حركة «مهندسون ضد الحراسة» نجاحات علي الأرض، نجاحات كبيرة بإمكانات تكاد تكون معدومة، وهذا علي مسارات احتجاجية عدة، نقابية وقانونية. وفي غمار هذه النجاحات يظهر في الكادر المهندس طارق النبراوي، القيادي البارز للمهندسين، الذي استطاع ورفاقه المناضلون رفعت بيومي، ومعتز الحفناوي، وعمر عبدالله، في انتزاع أول حكم صريح يقضي بإنهاء الحراسة القضائية نهائيًا علي نقابة المهندسين، ويؤكد عدم مشروعية بقائها علي جسد النقابة، وهو حكم جاء بجهد قانوني كبير لخالد علي، المحامي ووكيل المهندسين ومدير المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الذي استند في دعواه إلي حكم سابق لمحكمة النقض بعدم جواز فرض الحراسة علي النقابات المهنية باعتبارها أشخاصًا اعتباريين، واستنادا إلي الحكم السابق برفع الحراسة عن نقابة المحامين. طارق النبراوي، هو من أبرز الشخصيات النقابية في المجتمع الهندسي، يناضل ورفاقه في «مهندسون ضد الحراسة» منذ سنوات عديدة، من أجل استعادة نقابة المهندسين من براثن الحراسة التي مرمطت دورها المهني والوطني. وقد ساهم النبراوي بدور كبير في حشد الجمعية العمومية الطارئة للمهندسين في فبراير قبل ثلاث سنوات، وهي جمعية كانت فارقة في مسيرة المهندسين لأنها أقرت رفع الحراسة وإجراء الانتخابات، لكن ألاعيب الحكومة منعت تنفيذ قراراتها، علي أن النقابي المحترم الذي لا يكل ولا يمل عن التحرك لأجل قضايا زملائه، يقول إن المهندسين لن يكفوا عن اتخاذ جميع الطرق المشروعة لاسترداد نقابتهم حتي إذا كان الأمر سيستدعي لجوءهم إلي لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية، واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان. «النبراوي» يقول: إن المهندسين لن يتوقفوا عن ملاحقة كل من أهدر مليمًا واحدًا من أموال المهندسين، وهو هنا يقصد الحراس القضائيين، وعليه، سيتقدم وزملاؤه ببلاغ للنائب العام يوم 5 يناير الجاري للتحقيق في تجاوزات الحراسة القضائية من واقع تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات. ليس هذا فحسب بل إنه سيشارك زملاءه في وقفة احتجاجية أمام مكتب وزير الري يوم 14 يناير لمطالبته بتنفيذ وعوده الخاصة بتنفيذ قرارات الجمعية العمومية الطارئة للمهندسين في فبراير 2006، وتحسين أجور المهندسين والمعاشات.. وسيبقي نضال المهندسين مستمرا حتي يتحقق شعار «النقابة مستقلة.. والحراسة تطلع بره».