بين الحين والآخر يطل علينا حسب الله الكفراوي - وزير الإسكان الأسبق - بتصريحاته الجريئة، والتي تكشف عن مدي وعيه بالأحداث التي تجري في هذا الوطن فضلا عن نقده الموضوعي العميق المصحوب دائما بالأدلة. ثلاث سنوات في عهد السادات، و12 عاماً في عهد مبارك، هي المدة التي قضاها حسب الله الكفراوي مسئولا في الحكومة، لكننا لا نجده يستشهد بمواقف مثالية كان لها كبير الأثر في خدمة الوطن، إلا بمواقف عهد السادات، والتي ذكر منها أن تكلفة سعر المتر كانت تقدر ب 14 جنيهاً، لكن السادات كان لديه حماس شديد إلي تخفيض المبلغ إلي 50 قرشاً، وبحسب الكفراوي فإن السادات أمر بأن تتحمل الدولة فارق المبلغ من خزائنها. هكذا يدلي الكفراوي بشهادته عن عصر السادات، مؤكدا أنه كان في كل يوم يتعلم دروسا في الوطنية، منها أن السادات تراجع عن تخصيص منطقة كركر لآرييل شارون عندما أعلمه الكفراوي بأن هذه المنطقة تقع في السد العالي. الكفراوي عايش السادات لمدة قليلة لا تقارن بمدة توليه الوزارة في عهد مبارك، نجده بين الحين والآخر يذكر أشياء جديدة من ذكرياته الكثيرة في عهده مع الحكومات لكنه لا يذكر شيئا واحدا يحظي بإعجابه في عهد مبارك. الحياة البسيطة والزهد في الرفاهية، إنها حال حسب الله الكفراوي، وهذا ما يبدو واضحا في ملابسه وكلماته، بل في مواقفه، فقد قال إنه رفض من قبل أن يتسلم عربة مصفحة أو يصاحبه رجال حراسة عندما عرض عليه د. عاطف صدقي - رئيس الوزراء الأسبق - ذلك، في الوقت الذي يعتبر كل وزير أن وجود مثل هذه الأشياء لا بديل عنها، ربما تكون بساطة الكفراوي وتواضعه، وكلامه اللاذع الذي يؤثر في نفوس من يقصدهم بكلماته، هو ما يجعل الكثيرين يترصدون له الأخطاء، .